تراجم
لرجالات من آل العظم كما وردت في كتاب ( الأسرة العظمية )
لجامعها المرحوم عبد القادر العظم
مع
التعديلات و التراجم الاضافية الواردة في كتاب
(أسرة آل العظم من جدها إبراهيم باشا لغاية عام 1991 )
لجامعها الأستاذ معتصم المؤيد العظم.
الفرع الاول
الفرع
الثاني
ليلى خانم بنت ابراهيم
الفرع الثالث
خديجة خانم بنت نصوح
الفرع الأول
ابراهيم
باشا العظم
(ا.ع.)
1
ابراهيم باشا
ذكر ابن ميرو في تاريخه : ان
ابراهيم باشا العظم كان جنديا يقيم في معرة النعمان , وكان لأهلها مع
التركمان التي ترد الى جبلها شتاءً وقائع جُرح المُتَرجم في بعضها فحُمل
الى بلدته المذكورة فتوفي من تلك الجراح (1).
(1) خطط الشام جلد 2 صفحة
289 و أعلام النبلاء جلد 6 صفحة 481
2
اسماعيل باشا
هو الوزير الشهير اسماعيل بن
ابراهيم , ولد قبل السبعين و ألف في المعرة اي قبل العام 1649 ميلادية وبها
نشأ و تقلبت به الاحوال الى أن صار حاكماً ببلده ثم بحماه و أنعمت عليه
الدولة بطوخين (1) و رتبة روملي ومالكانة حماه و حمص و المعرة عليه و
على أخيه سليمان باشا , كما مُنح منصب و لاية طرابلس وسرعسكر الجردة (2).
وبعد عودته من الجردة سنة
1137/1138 هجرية 1717 ميلادية تولى امور الشام و أمرة الحج بالوزارة و أدى
فريضة الحج ست سنين متواليات , وفي السنة السادسة تصدت له عربان قبيلة حرب
فاشتبك معها بقتال بين الحرمين اثناء ايابه فأعرض عن دخول المدينة المنورة
وتوجه عن طريق ينبع البحر الى آبار الغنم فكتب شريف مكة و أهل المدينة في
هذا الشأن للدولة العلية فعُزل و أُمتحن سنة 1143 و حُبس بقلعة دمشق
وصادروا أمواله مع أموال ذويه و في سنة 1144 هجرية 1724 ميلادية اُفرج عنه
وولوه خانيه في جزيرة ( كريد ) فذهب اليها و فيها أدركه الموت سنة 1145
هجرية (3).
قال الدكتور صلاح الدين
المنجد صاحب (ولاة دمشق قي العهد العثماني ) في حاشية الصفحة 62 من كتابه
ما مواده : جاء في سلك الدرر (( كانت دمشق الشام مشحونة بالظلم و العدوان
فلما وُجهت حاكمية دمشق الى الوزير اسماعيل باشا العظم اصطلحت الفتن و
اُهينت ( العوانية ) و قُتل منهم بضع أنفار فخلت دمشق من الفساد ))
وقال في نفس الحاشية (( عمّر
اسماعيل باشا مدرسة سُميت باسمه و هي المسماة اليوم ( مدرسة الخياطين )
وعلى بابها ابيات من الشعر تشير الى بنائها وقد وقف ابنه أسعد باشا العظم
على مدرسةوالده مكتبة سنة 1156 هجرية وقد حوت هذه المكتبه نفائس كثيرة من
المخطوطات نُقلت سنة 1295 الى المكتبة الظاهرية (4) و اسماعيل باشا هو أول
من اُسندت اليه ولاية دمشق من آل العظم ))
وجاء في خطط الشام جلد 2
صفحة 289 ما ملخصه (( قال بعض المؤرخين ان ناصيف باشا كان والياً على دمشق
وقُتل في الرملة سنة 1130 و على هذا يكون اول من تولى دمشق من هذه الأسرة
)) . ونصوح باشا العظم الذي يتردد المؤرخون في تسميته فيقولون آنا نصوح و
أحيانا ناصيف هو ابن سعد الدين باشا العظم أي حفيد اسماعيل باشا الذي تولى
دمشق في سنة 1138.
ولا يوجد في اسرتنا أحد يحمل
هذا الاسم سواه فكيف يصح هذا القول؟ و ربما كان ناصيف الذي تولى دمشق و قتل
في الرملة هو ناصيف الذي أتى على ذكره الفاضل كامل بن حسين الحلبي الشهير
بالغزي في كتابه ( نهر الذهب في تاريخ حلب ) صفحة 266 – 273 و هذا الرجل
على التحقيق ليس من أفراد الأسرة.
وقد ذكر الاستاذ كردعلي
(نصوح) أو ناصيف باشا هذا نفسه في خطط الشام جزء 2 صفحة 288 وذكر وقائعه في
الكرك و في المتن في حوادث سنة 1122 الخ كما ذكره الدكتور صلاح الدين
المنجد في كتابه ( ولاة دمشق ) صفحة 52 فقال (( وفيها اي في سنة 1220 تولى
دمشق نصوح باشا ابن عثمان المنفصل عن آيدين )) وقال أيضاً في الصفحة 76 ((
دخل ناصيف الى الشام في ختام شعبان سنة 1120 )) وقد أنكر الاستاذ عزة دروزة
هذا الخبر في كتابه العرب و العروبة جزء 2 صفحة 75 و استشهد على ذلك بقول
الخوري بريك الذي قال (( ان اسماعيل باشا هو أول وزير من هذا البيت )).
(1)
الطوخ ( أو الطوغ ) جزء من ذيل الحصان يرفع على الراية علامة التكريم و
كانت رتبه ثلاث : الاولى بطوخ و الثانية بطوخين أما الاطواخ الثلاثة فهي
خاصه برتبة الوزارة أو الولاية . أما السلطان فترفع امام موكبه سبعة اطواخ
( حوادث دمشق اليومية صفحة 74 حاشية)
(2)
الجردة هي قافلة تحمل المؤن الى الحجاج و تلقاهم في طريق عودتهم الى دمشق (
حوادث دمشق اليومية صفحة 293)
(3)
الخطط جلد 2 صفحة 289 و أعلام النبلاء جلد 6 ص 481
(4)
لقد
تم نقل هذه المكتبة بدلالة الاستاذ الكبير العلامة الشيخ طاهر الجزائري.
3 سليمان باشا
جاء في خطط الشام جلد 2 صفحة
293 ما يلي :
سليمان باشا هو ابن ابراهيم
. وُلي طرابلس و صار جرداوياً لاخيه شقيقه الوزير اسماعيل ثم وُلي صيدا ,
وبها انتهت إليه الوزارة ثم وُلي صيدا ثانية ثم وُلي دمشق سنة 1146 – 1151
بامارة الحج وحج للمرة الخامسة بحجيج الشام ثم وُلي مصر وعاد الى دمشق
فوليها سنتين 1154 – 1156 .
وجاء في كتاب ( ولاة دمشق )
صفحة 65 (( في تاسع شعبان سنة 1146 نهار الخميس دخل والي دمشق سليمان باشا
عظم زاده المنفصل عن صيدا. )) وجاء في الصفحة 78 (( خرج سليمان باشا الى
الحج ولما عاد أقام الافراح و رفع المظالم وعمّر عمارة كبيرة (ولعل هذه
العمارة الكبيرة هي المدرسة السليمانية المعروفة في دمشق) و عُزل في سنة
1151 )).
وقال أيضا (( وفي غرة رجب
سنة 1154 دخل الشام ثانية , منفصلا عن مصر وكان بطلاً شجاعاً )).
وجاء في تاريخ الجبرتي جزء 1
صفحة 155-156 ان سليمان باشا الشهير بإبن العظم تولى ولاية مصر سنة 1152 و
عُزل في السنة التالية . ويقول البديري في يومياته(1) (( دخل سليمان باشا
الشام نهار الخميس ثاني عشر جمادى الثانية من سنة 1154 وبعد ثلاثة أيام من
دخوله أعدم ثلاثة أشقياء من العرب )) ثم توسع البديري بذكر ما قام به
سليمان باشا من الأعمال العظيمة لنشر الأمن , ومن جملة ما رواه عنه قوله
(2) (( في أوائل شهر صفر الخير من سنة 1156 جاء خبر عن الحج الشريف بأنه
سُلب في الحسا قريباً من القطرانة وذهب على ما قيل نصف الحاج , من خيل و
جمال وبغال و نساء و رجال و أموال و احمال , وقد سُلب لاحد التجار سبعة عشر
حمل كل حمل لا يقام بثمن , فاستغاثوا بحضرة سليمان باشا العظم والي
الشام و أمير الحج و قالوا نحن نهب لك مالنا فخذه أنت و لا تتركه للعرب ,
وسرعان ما نهض واخذ معه جماعة وذهب الى مكان الحادث فخاطر بنفسه ثم عاد
بالاسلاب جميعها وسلمها الى اصحابها ولم يأخذ لنفسه شيئا منها وقد عدوا هذه
المنقبة لمثله من الهمم العالية و المروءة السامية )).
واستمرالسيد البديري يعدد
مناقب صاحب الترجمة الى أن وصل إلى الخبر التالي (3) :
(( في يوم الاحد غرة جمادى
الاولى من هذه السنة شرع حضرة سليمان باشا العظم في تعمير وترميم نهر
القنوات وجعل جميع المصاريف من ماله (جزاه الله خيرا) واشتغل بها من الفعلة
مائتا فاعل , فأمر بقطع الصخر من طريقها وبتشييد اركانها و اصلاح ما فسد
منها ورفع جدرانها وبضبطها ضبطا جيدا و بإصلاح فروض مستحقيها على الوجه
الحق وبأن يأخذ كل ذي حق حقه , فكانت هذه العمارة و الضبط ما سبقه اليه احد
من عهد اصلاحها من ايام التيمور لما اصلحت بعده. وقد تمت عمارته في برهة
خمس عشر يوما في اول (مربعانية) الصف ولما تم , امر بإطلاق النهر فكان
اطلاقه على اهل دمشق فرجة من ابهج الفرج و يوم اشبه بيوم الزحام )).
وفي الجزء الرابع من تاريخ
سوريا المجلد السابع ليوسف الدبس صفحة 375 وما بعدها الى 385 اخبار عن
مناوشات جرت بين سليمان باشا و بين امراء لبنان ايدها الامير حيدر الشهابي
في تاريخه عن لبنان..
وأخيرا أنقل هذه الفقرة
للخوري ميخائيل بريك الدمشقي من تاريخه المسمى (وثائق تاريخيه – للكرسي
الملكي الانطاكي) وتقع حوادثه بين سنتي 1720 و 1782 ميلادية حيث قال في
الصفحة 8 منه :(( عين سليمان باشا العظم لدمشق وكان حاكما عادلا رفع
المظالم عن جميع الحرف , وعمر السرايا(4) الخ وفي سنة 1744 ركب الى طبريا
لمحاربة ظاهر العمر وهناك مات و قيل مسموما. واحضروه للشام و غسل و دفن في
مدفن آل العظم بجوار بلال الحبشي – ويا حيفه يموت-....)) وقد ذكر البديري
في يومياته في الصفحة 45 كيف مات و دفن وماقام به الدفتردار فتحي الفلاقنسي
من أعمال بربرية في سبيل الاستيلاء على خزائنه و املاكه و التضييق على
عائلته و تعذيبها واقامته عليها حرسا بالليل و النهار وأن أخاه أسعد باشا
انتقم فيما بعد من هذا الدفتردار انتقاما شديدا لما ارتكبه من الفظائع في
هذا السبيل . ثم قال : ((رحمه الله رحمة واسعة فقد كان وزيرا عادلا حليما
صاحب خيرات و مبرات محبا للعلماء و اهل الصلاح وقد أبطل مظالم كثيرة ))
ويروي التاريخ أن سليمان باشا بنى مدرسة السليمانية بدمشق كما تقدم.
كما ذكر أخباره الاستاذ محمد
كردعلي في كتابه خطط الشام.
(1)
حوادث دمشق اليوميه صفحة 9 يوميات البديري
(2)
حوادث دمشق اليومية صفحة 36 يوميات البديري
(3)
حوادث دمشق اليومية يوميات البديري
(4)
السرايا – دار المشبرية و يقوم موضعها الآن القصر العدلي ( حوادث دمشق
اليومية- حاشية رقم 2 )
5 أسعد باشا
جاء في أعلام النبلاء
للأستاذ محمد راغب الطباع جزء 3 صفحة 334 ما نصه :
(( قال ابن ميرو في تاريخه :
هو أسعد بن اسماعيل الوزير ابن الوزير , مولود بمعرة النعمان سنة 1117
هجرية ( 1696 ميلاديه) , صار متسلما لوالده بالمعره و حماة و عوقب مع و
الده ثم افرج عنه حين افرج عن والده و أمر بالذهاب الى خانية فاستعفى عن
الذهاب لعلة كانت به فعفي عنه و بقي عند عمه سليمان الوزير بطرابلس ثم
انعمت الدولة على عمه المذكور و عليه (بمالكانة) حماة و توابعها مناصفة
وذهب اليها و سار بها سيرة حسنة وعمر بها خانات و حمامات و بساتين و دور
ليس لها نظير في البلاد الشامية , ثم انعمت عليه الدولة بطوخين(1) برتبة (
روملي ) وصار جرداويا لامير الحج علي باشا الوزير سنة 1153 هجرية ثم بعد
عودته ولي صيدا فضاق بها ذرعا لامور يطول شرحها فاستعفى وطلب حماة منصبا
بعد ان كانت مالكانه له فوجهت اليه منصبا ودخلها سنة 1154 وبذل الاموال الى
ان جعلها مالكانة له بعناية الوزير الكبير بكر باشا )).
وجاء في كتاب ولاة دمشق صفحة
79 ما ملخصه:
(( دخل أسعد باشا الشام في
شهر شعبان سن 1156 وكان رجلا ذا عقل و تدبير , حج ثلاث حجات وما تعرض لاحد
بظلم و لم يقتل أحدا )).
وجاء في حوادث دمشق اليوميه
صفحة 35 مقدمة :
(( خلف سليمان باشا في ولاي
الشام ابن أخيه أسعد باشا العظم وكان قبل ذلك حاكما بحماه شأن أكثر الحكام
من بني العظم وقد أقام واليا بدمشق أربعة عشر عاما متواليه 1156-1170 هجريه
فكان أطولهم حكما , تولى ولاية الشام في ظروف صعبه فالدولة تغتصب أموال عمه
و تسجن حريمه و اتباعه و الدفتردار الفلاقنسي يعينها على ذلك وجند
الانكشاريه قد علا سلطانهم فوق كل سلطان حتى استبدوا بالناس واساءوا اليهم
في اموالهم و اعراضهم و كرامتهم و استهانوا بالباشا و الحرب ضد الدروز
وظاهر العمر كانت ولا تزال قائمة , فالحاجة اذا ماسة الى سيادة النظام وقدر
الباشا ان علة العلل كامنة في اختلال امر العسكر و خاصة الانكشارية المحلية
الذين ازداد رؤسائهم طغيانا حتى استحالوا الى اشقياء او ( زرباوات ) في
مصطلح أهل الشام ولكن الباشا لم يستطع معالجة الداء من أساسه فهذا امر عجزت
عنه الدولة نفسها , ولكنه مازال يسعى سرا الى أن استصدر من الدولة اذنا
بإبادتهم فجمع جموعا من الدالاتيه فهاجم بهم القلعة فملكها و كانت الحصن
الحصين للإنكشاريه وهاجم دور رؤسائهم في حي سوق ساروجا و الميدان فأحرقها و
نهبها العسكر وملأت جثث القتلى شوارع المدينة فسكنت الشام بعد ذلك
وصارت(كقدح اللبن)(2)
وأهم ما كتب عن أسعد باشا هو
السيد أحمد محروقه في اطروحته المنشورة سنة 1945- 1955 في كلية الاداب حيث
يقول في مقدمة اطروحته : (( ولن يكون دوري في هذا المجال سوى البحث في
تاريخ شخصية من اولئك الشخصيات الذين قاموا بتأدية دور بارز على مسرح تاريخ
هذا العصر وهذا الشخص هو أسعد باشا العظم الذي تربع على كرسي الحكم في
ولايات سورية سنين عديدة وفي اوقات متفاوته من القرن الثامن عشر و انتشرت
اثاره العمرانية في امكنة كثيرة تمتد من شمال سوريا حتى الحجاز وخاصة دمشق
حيث قضى أكثر ايام حكمه )).
ثم يستمر السيد محروقة في
سرد ما سبق لنا أن أدرجناه عن المرحوم أسعد باشا نقلا عن المصادر التاريخية
حتى يقول بعد ذكر وفاة سليمان باشا : (( ولكن الدولة العثمانية ما لبثت ان
عينت مكانه ابن اخيه أسعد باشا الذي بلغت فيه اسرة العظم قمة مجدها و اعلى
مرتبة من جاهها و سلطانها حتى قل في ذلك العهد من تولى ولاية حلب أو دمشق
او طرابلس او صيدا الا منهم ))
ويستطرد (( نظر المؤرخون الى
اسعد باشا من عدة نواحي وألبسه كل واحد منهم الصفة التي توافق الناحية التي
لاحظها فيه:
1-
البطش و
الحزم اللذان أخمد بهما الفتن و الشغب.
2-
الحلم و
الرافة اللذان عامل بهما المستضعفين و غير المسلمين.
3-
الاستقرار
و العمران اللذان هما مقياس الحكم الصالح في ذلك العصر المضطرب.
ان هذه النواحي تدلنا على ان
الصفة الاساسية له هي المرونة و التكيف مع الظروف المتغيرة بإستمرار فلابد
من سلوك طريق البطش و الحزم لمنع الفتن و الاضطرابات و متى ما استقر الوضع
ظهرت صفات الرجل المسالم الذي يميل الى الهدوء.
ففي زمن أسعد باشا ساد
التسامح و العدل و عومل غير المسلمين معاملة حسنة لم يكونوا يحلمون بها او
يتوقعونها ونستشهد على ذلك بفقرة جاءت في كتاب الخوري ميخائيل بريك
الدمشقي حيث يقول في الصفحة 62-63 من كتابه ( في اواخر السنة الماضية و
ابتداء من هذه السنة 1759 ميلادية وقع على النصارى مظالم لا تحصى , يا حيف
على نصارى دمشق كانوا كزهور نيسان و ايار ) ثم يستطرد فيقول ( قرأت تواريخ
دمشق منذ استلمها الاسلام الى هذا الزمان فما رأيت تاريخا يخبر بانه صارلهم
عز وجاه وسيطرة وسطوة وذكر مثل مدة العشرة سنين الماضية في حكم أسعد باشا
العظم فكان اسمه اسعد و السعد بوجهه في هذه السنين).)).
وأما الاستقرار و العمران
فيكفي ان تطالع ماكتبه الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه (قصر أسعد باشا
العظم في دمشق) وقد ذكر فيه تفاصيل عن حالة البناء وعن موقعه وكيفية انشائه
, وما كتبه من المؤلفين امثال السيد أحمد محروقه و الاستاذ عيسى اسكندر
المعلوف وغيرهم عن القصر و عن القيسارية المشهورة ( خان أسعد باشا العظم ).
وكتب التاريخ مليئة بنا أشاده من مدارس و مكتبات وما ذودها من كتب ومخطوطات
وترميمه للجامع الاموي وتجديد فرشه و اصلاحه جامع يلبغا و جامع الياغوشية
وما بناه من حصون في طريق الحج وما شيده من ترع و خزانات مياه وما أصلح
وجدد من طرق ومعابر في تلك السهول و الجبال .
وقد ذكر المؤرخان يوسف الدبس
و الامير حيدر الشهابي أخبارا كثيرة عن وقوع عدة مناوشات بين أسعد باشا
وبين أمراء لبنان وغيرهم من متنفذي البلاد السورية .
وجاء في خطط الشام جزء 2
صفحة 291 نقلا عن تاريخ لبنان للأمير حيدر الشهابي صفحة 773 أن أسعد باشا
العظم أقام في دمشق عدة سنين وبنى أبنية عظيمة فيها و جمع مالا لا يحصى
وسار بالحج مرات فأنعمت عليه برتبة ( علامة الرضى ) وأمرت بأن لا يشهر عليه
سلاح ولا يقتل... الخ
وجاء في يوميات البديري قوله
: (( في يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الاول سنة 1170 هجرية أهدى حضرة السلطان
الى حضرة أمير الحج أسعد باشا مع قبجي باشي قفطان و سيف نفيس مع فرمان عظيم
فيه تفخيم كثير لحضرة الوزير المشار اليه ))(3)
وقال السيد محروقة في
اطروحته ما نصه: (( في سنة 1156 هجرية 1743 ميلادية تولى دمشق أسعد باشا
العظم مع أمارة الحج و أصبح في دمشق المحور الذي تدور حوله عظمة آل العظم
وبقي فيها 14 سنة خلد فيها من الروائع المعمارية و الاثار الصناعية وسعة
العمران و التجارة ما يخلب الالباب , ثم نقل الى حلب سنة 1169 هجرية 1755
ميلادية ثم نقل و اليا على مصر فتمسك به أهل حلب و كاتبوا الدولة فقررت
بقائه حتى سنة 1171 هجرية 1757 ميلادية ثم نقل الى سيواس وهناك صدر الامر
بالقبض عليه
ونفيه الى كريد فأخرج من
قبل شخص تولى نقله يدعى محمد آغا الاورفه لي رئيس البوابين في الباب العالي
فقبض عليه ونقله الى انقرا حيث قتل في ليلة الخامس من شعبان 1171 هـ / 1757
م داخل الحمام وبذلك انطوت صفحة من ألمع صفحات القرن الماضي في سورية)).
جاء في( حوادث دمشق اليومية
) صفحة 194 حاشية : (( وهكذا لم يمض اكثر من شهر على ورود هدايا السلطان
وفرمان ( التفخيم ) لاسعد باشا العظم حتى عزلته الدولة ونقلته الى حلب
ومنها الى مصر وقد زاد تمسك اهل حلب به في حنق الدولة عليه فأمرت بقتله
ومصادرة امواله و املاكه )).
وقال صاحب
الأطروحة السيد محروقة : (( تنوعت الروايات في سبب مقتله إلا أنني أعتقد أن
السبب الحقيقي هو أن الرجل إنساق الى المصير الذي آل إليه أكثر ولاة الدولة
العثمانية التي كانت تتركهم في ولاياتهم لأجل محدود يجمعون فيه المال و
يكدسونه و يظنون أنه مدعاة للسلامة و الطمأنينة ودرع يقيهم بطش السلطان و
صروف الليالي و الأيام ولم يفطنوا الى جلبه للقتل و صنوف البلاء )). وقال
أيضا : (( وبعد أيام من حادث القتل جاء ( قبجي ) من جهة الدولة وختم سرايا
أسعد باشا وضبط ماله وختم بيوت جميع اتباعه وأعوانهم وضبط مالهم و رفعهم
إلى القلعة )).
وذكر صاحب ( حوادث
دمشق اليومية ) صفحة 55 مقدمة : (( ان النكبة التي حلت بالحج الشامي في
موسم 1169 وكان أسعد باشا العظم قد نقل من زمن وجيز من باشاوية دمشق بعد أن
تولاها اربعة عشر عاما حج بالناس في كل عام منها في امن و سلام فقد كان
شخصية مرهوبة خشيها العربان فلم يجرأوا قط على مد أيديهم بالعدوان الى
الحجيج . فما إن نقل من دمشق حتى فشا فيها الاضطراب وتجرأ عربان بني صخر
فإعتدوا على قافلة الجردة وقافلة الحج اشنع اعتداء و اتهم اسعد باشا نفسه
بأنه حرض العرب على ذلك انتقاما لنقله من دمشق )). قال السيد محروقة في
اطروحته نقلا عن أعلام النبلاء جزء3 ص330 ان اسعد باشا قتل في آنقرا كما
سيق ذكره , ثم اضاف الى بيانه في صدد تقدير الثروة المصادرة من اموال اسعد
باشا قوله : (( وقد قدر الرحالة (فولني) الثروة المصادرة بثمانية ملايين من
الفرنكات الذهبية )).
وقال ميخائيل بريك
الدمشقي في الصفحة 60 أن أسعد باشا قتل في صيواز ( سيواس ) وأن مقدار ما
صودر من متاعه و أمواله و مجوهراته و خيله و عبيده بلغ نحو مائة ألف كيس و
نيف. وقد حوى كتاب البديري الحلاق الذي وقف على تحقيقه و نشره الدكتور أحمد
عزت عبد الكريم بإسم ( حوادث دمشق اليومية ) تفاصيل كثيرة عن الأموال التي
صودرت من سراية أسعد باشا العظم كما أن معظم حوادث الكتاب المذكور تعود الى
سليمان باشا وإلى ابن أخيه أسعد باشا العظميين .
(1)
الطوخ ( أو الطوغ ) جزء من ذيل الحصان يرفع على الراية علامة التكريم و
كانت رتبه ثلاث : الاولى بطوخ و الثانية بطوخين أما الاطواخ الثلاثة فهي
خاصه برتبة الوزارة أو الولاية . أما السلطان فترفع امام موكبه سبعة اطواخ
( حوادث دمشق اليومية صفحة 74 حاشية.
(2)
اقرأ التفاصيل في حوادث دمشق اليومية يوميات البديري
(3)
حوادث دمشق اليومية
6 سعد الدين باشا
جاء في أعلام النبلاء جزء 3
ص 392 ما مؤداه : (( قال ابن ميرو في تاريخه : هو سعد الدين ابن الوزير
اسماعيل من آل العظم ولد بمعرة النعمان بعد الثلاثين و مائة و ألف وربي في
مهد العز و ترعرع في حجر الوزارة إلى أن صار متسلما عن أخيه أسعد باشا –
السالف الذكر – في حماة فأحسنت الدولة عليه برتبة ( روملي ) ثم ولته منصب
حوران فإستعفى منه لأنه لم يتول هذه الأياله في الدولة العثمانية أحد لقلة
دخلها ووفرة خرجها فولوه طرابلس جرداويا لأخيه الوزير أسعد باشا فعمل فيها
وفي صيدا وحلب اثنتي عشر سنة فلما عزل أخوه عن دمشق ولوه مرعش ثم صيدا ثم
جده فرحل إليها مع الركب الشامي سنة 1173 ولما عزل منها قدم دمشق في اوائل
سنة 1174 مع الركب الشامي ايضا فولوه قونية فذهب إليها ثم ولي ايالة الرقة
فرحل اليها ودخلها في شهر ربيع الأول سنة 1175 وكان بها الطاعون وتزايد بها
الطاعون فأصابه فتوفي ليلة الأحد 11 ذي القعدة سنة 1175 ودفن في مقبرة
جامعها الأعظم وكان المرحوم شهما ذا عنفوان ولطف رحمه الله تعالى )).
أما السيد أحمد عبد الكريم
فيقول في كتابه (( حوادث دمشق اليومية )) صفحة 36 مقدمة ما خلاصته : (( أن
سعد الدين هو أخ لأسعد باشا من أبيه اسماعيل باشا العظم منحه السلطان محمود
الأول رتب الوزارة في سنة 1159 هـ 1746 م مكافأة لأخيه الذي بسط الأمن و
النظام في المدين بسبب فتكه برؤساء الانكشارية لإخلالهم بالأمن ثم عهد
السلطان بالولاية على طرابلس 1734 وعهد اليه يسردارية الجردة ليكون معينا
لأخيه في الدورة و امارة الحج ومحاربة الدروز ثم نقل الى باشاوية حلب في
سنة 1164 هـ 1750 م محتفظا بسردارية الجردة ثم اعيد الى طرابلس وفي سنة
1170 هـ 1756 م نقل الى مرعش ثم الى جدة في سنة 1172 ثم عزل و ضبط ماله )).
وجاء في الجزء الرابع من
تاريخ سوريا المجلد السابع للفاضل يوسف الدبس ص 375 (( أنه في سنة 1743 خرج
المتاولة أصحاب جبل عامل على طاعة سعد الدين باشا والي صيدا و امتنعوا عن
اداء الأموال الأميرية وشرعوا يعيثون فسادا في البلاد و اعتدوا على إقليم
التفاح التابع لولاية الأمير ملحم فكتب سعد الدين باشا للأمير ملحم يستنهض
همته لمنع هذا الإعتداء فأقبل الأمير عليهم بجيشه و عاقبهم أشد العقاب )).
7
ابراهيم باشا
جاء في أعلام النبلاء جزء 6
ص 481 في ترجمة الوزير اسماعيل باشا بن ابراهيم باشا ما مؤداه : ((
أعقب اسماعيل باشا السيد ابراهيم و أسعد و سعد الدين و مصطفى وكلهم تولوا
الوزارة خلا الأول فإنه توفي بحماه سنة 1159 هـ في اوائلها ( اي الوزارة )
وهو برتبة ( روملي ) معزولا من صيدا وقد ولي طرابلس قبل محنة والده وذهب
معه الى ( خانيه ) في كريد وولي بها بعض المناصب وبعد وفاة والده عاد وولي
صيدا أكثر من مرة وجده الأعلى لأمه هو السيد ( الحراكي ) الولي المشهور.
8 مصطفى باشا (1)
جاء في كتاب ( حوادث دمشق
اليومية ) صفحة 37 مقدمة ما مؤداه : (( أن مصطفى باشا نال الوزارة بسعي من
أخيه أسعد باشا ثم ولي صيدا في سنة 1160 هـ 1747 م حيث كان أسعد باشا في
حرب مستعرة مع دروز لبنان وعلى رأسهم الأمير ملحم الشهابي وكان همه ان يكون
على ولاية صيدا- التي انشئت في سنة 1660 للإشراف على شؤون جبل الدروز او
جبل لبنان – باشا تكون سياسته متمشيه مع سياسة الشام ازاء الدروز وكان والي
صيدا في ذلك الوقت ( محمد باشا ) لا يميل إلى سياسة العنف ضد الدروز وطالما
نصح أسعد باشا بالإقلاع عن هذه السياسة. ولما كانت الدولة اذ ذاك راضية عن
سياسة أسعد باشا فقد أجابته الى ما طلب وعينت أخاه مصطفى باشا و اليا على
صيدا ليعمل بالجبل كما يريد وبقي مصطفى باشا واليا على صيدا الى ان ضعفت
ثقة الدولة بآل العظم فنقلته في سنة 1170 هـ الى ولاية آدنه وبعد قليل الى
ولاية الموصل )).
وجاء في الصفحة 29 مقدمة من
( حوادث دمشق اليومية ) ما ملخصه : (( قال باشا صيد لأسعد باشا العظم عندما
رآه يشن على الدروز في لبنان حرب تخريب و ابادة : ( هذا أمر يعود علينا و
عليك بالتلف ولا ترضى به الدولة , لأنهم يريدون العمران للبلاد ويكرهون
الجور و الفساد , فهم قادرون على ارسال عشرة وزراء بيوم واحد و لا يقدرون
أن يعمروا في عشر سنين قرية اذا خربت) ولكن أسعد باشا لم يسمع له فحارب و
انتصر وجمع الثروة الطائلة وبنى المباني الشاهقة و استكثر من أسباب القوة و
المنعة ولكن هذا كله لم يشفع له فإذا بالنجم يهوي فينقل الباشا من دمشق ثم
يقتل و تصادر أمواله و أملاكه , ولم يكن حظ من سبقوه أو خلفوه في ولاية
دمشق و غيرها خيرا منه)).
(1)
ذكر
مصطفى في شجراتنا مجردا من لقب باشا و ذكر اخوه ابراهيم مرفقا بلقب باشا
خلافا لما ذكر في أكثر التواريخ , وهناك مصطفى آخر نال رتبة الباشوية هو
ابن فارس فهو اذا ابن عم اسعد وسعد الدين ولم تذكر التواريخ شيئا عنه.
19 نصوح باشا (1)
جاء في ( حوادث دمشق اليومية
) ما نصه : (( هو نصوح ابن سعد الدين باشا العظم ويبدو انه فر من سوريا على
أثر موت أبيه و مصادرة امواله و أملاكه كما تقدم فأتى مصر لائذا بالأمير
مراد بك المملوكي , حتى اذا وصلت حملة بونابرت الى مصر في سنة 1798 م بعث
به مراد بك في السفن التي خرجت في فرع رشيد لملاقاة الفرنسيين و إعاقة
تقدمهم نحو القاهرة , ثم فر نصوح باشا الى الشام مع من فر من أمراء
المماليك و العثمانيين بعد هزيمتهم من الفرنسيين , وعاد مع الجيش العثماني
الذي وصل تنفيذا لإتفاقي الجلاء التي عقدت في العريش , وشهد معركة
هليوبوليس حيث هزم الفرنسيون بقيادة كليبر جيش الصدر الأعظم , ولكن نصوح
باشا تسلل إلى القاهرة مع من تسلل إليها من العثمانيين و غيرهم وقام بدور
بارز في إثارة الناس على الفرنسيين ونهض – على حد تعبير الجبرتي – ( فشمر
عن ساعديه وشد وسطه ومشى ) وبالغ اذ حرض على ارتكاب كثير من أعمال القسوة و
العنف , حتى اذا اخمد الفرنسيون ثورة القاهرة اعتذر الناس للقائد الفرنسي
بأن هذا من فعل ناصيف باشا .
وجاء في الصفحة 335 من كتاب
( المختار من تاريخ الجبرتي ) لمحمد قنديل ما نصه : (( تواترت الأخبار
بوصول الوزير الأعظم يوسف باشا الى الديار المصرية بصحبة نصوح باشا الخ..
ووصل نصوح باشا و الامراء الى جهة الخانكاه ثم الى المطرية )) وفي الصفحة
336 الى الصفحة 360 وما بعدها من الصفحات يذكر السيد البقلي فيما نقله من
مختارات تاريخ الجبرتي كيف تم الصلح بين الفرنسيين و العثمانيين على ان
ينسحب الفرنسيين الى بلادهم , و كيف ان رعايا مصر و رعاعها استولى عليهم
سلطان الغفلة عقب ذلك فنظروا الى الفرنسيين بعين الاحتقار وكشفوا نقاب
الحياء معهم بالكلية و تطاولوا عليه بالسب و الشتم و السخرية و ألصقوا
برجالات البلد الذين ينصحونهم بالكف عن ذلك تهمة موالاة الفرنسيين ووجهوا
اليهم أنواع الاهانات اللاذعة الأمر الذي اوجب تأسس الحقد و العداء لدى
الفرنسيين وادى الى تجدد المصادمات بينهم وبين المصريين التي دامت مدة
طويلة بكل كرب و شدة ةالتى وصفها الجبرتي بقوله (( وجرى على الناس ما لا
يسطر في كتاب ولم يكن لأحد في حساب ولا يمكن الوقوف على كلياته فضلا عن
جزئياته منها حرمان النوم ليلا و نهارا وعدم الطمأنينه وغلاء الأقوات وفقد
الكثير منها وتوقع الهلاك في كل لحظة و التكليف بما لا يطاق ومطاولة
الجهلاء على العقلاء وتعدي السفهاء على الرؤساء وتهور العامة و لغط
الحرافيش وغير ذلك مما لا يمكن حصره )).
وجرم جره سفهاء قوم
فحل بغير جانيه العقاب
وجاء في الصفحة 344 ما نصه
: (( ذهب وفد من العلماء و التجار و الأعيان المصرية الى نصوح باشا والي
مصر للسلام عليه فأكرمهم ... ))
أيد جودت باشا في تاريخه
مجلد 6 صفحة 333 فرار نصوح باشا العظم من البلاد العثمانية و التجائه الى
مراد بك المملوكي في مصر , وذكر في المجلد 7 صفحة 47 من التاريخ المذكور أن
أيالة مصر و جهت إلى نصوح باشا .
وجاء في مجلة فتى النيل أن
نصوح باشا ابن سعد الدين باشا تولى حكم الشام مع رتبة الوزارة وهو في مقتبل
العمر وأول درجات الحياة وظل في هذا المنصب مدة طويلة , وكان و اليا على
مصر قبل الإحتلال الفرنسي في عهد نابليون , وقال ايضا ان نصوح باشا رحل إلى
الغرب مرتين زار في الأولى ( فيينا ) عاصمة النمسا و في الثانية ( لندن )
عاصمة بريطانيا , ولنصوح باشا صورة جميلة تعد آيه من آيات فن الرسم رسمها
له رسام مشهور في النمسا وهذه الصورة لا تزال محفوظة عند أحد أحفاده مع سيف
ثمين كان يستعمله الباشا في حروبه , وقد تقلده الباشا في موقعة الخانكاه
غندما كان واليا على مصر.
(1)
ويدعى أحيانا ناصيف باشا وقد جاء في كثير من الحجج الشرعية الاسمان في حجة
واحدة لشخص واحد.
33 محمد باشا
جاء في (أعلام النبلاء ) جزء
3 صفحة 339 الى 344 ما يلي : (( في سنة 1177 ولي حلب الوزير محمد باشا
العظم الدمشقي )) . قال المرادي في سلك الدرر : (( هو محمد باشا ابن مصطفى
باشا ابن فارس ابن ابراهيم وجده لأمه الوزير اسماعيا باشا الدمشقي الشهير
بإبن العظم , ومحمد باشا هو الوزير الكبير صاحب الرأي السديد و الحزم و
التدبير , كريم الشيم و الأصول ومن جمع من أنواع المزايا و شرائف
السجايا و بدائع الكمالات ما لا تحيط به العقول)).
كان من رؤساء الوزراء عفة و
كمالا و دينا وسخاء و مروءه وشجاعة و فراسة و تدبيرا وكان واسع الرأي مهابا
بحيث يتفق أنه يفصل الخصومة بين الشخصين بمجرد وقوفهما بين يديه و نظره
لهما ينقاد المبطل للحق , وهذه المزية قد استأثر بها ,وكان يحب العلماء و
الصلحاء و الفقراء و يميل اليهم كل الميل و يكرمهم الاكرام التام باليد و
اللسان , ذا شهامة وافرة و شجاعة متكاثرة و حرمة و احتشام , طاهرا من كل ما
يشين , مشغول الأوقات إما بفصل الخصومات بين المتخاصمين أو بتلاوة كتاب
الله المبين أو بالصلاة على سيد المرسلين أو بإصطناع يد او اسداء معروف الى
المساكين , لم يسمع عنه زلة ولم تعهد له صبوة ولم يوقف له على كبوة ولا
هفوة , ميمون الحركات و السكنات , مسعودا في سائر الأطوار و الحالات بحيث
أنه لم يتفق له أن توجه الى شيئ إلا و يتمه الله له على مراده , ولم يتعاص
عليه أحد إلا و يكون هلاكه على يديه.
ولد في دمشق سنة 1143 وبها
نشأ و قرأ وحصّل وبرع ثم ذهب الى حلب سنة 1163 مع خاله الوزير الشهير سعد
الدين باشا لما وليها و دخل معه طرابلس أكثر من مرة ثم استقام في دمشق وعكف
على تحصيل الكمالات إلى أن بلغ السلطان مصطفى خان وفاة الوزير سعد الدين
باشا فنظر إلى محمد باشا بأنظار اللطف وأنعم عليه برتبة أمير الأمراء (
بروملي ) مع عقارات خاله أسعد باشا الشهير فبلغ بذلك أوج السعاده وبعد برهة
من الزمن أنعم عليه برتبة الوزارة فأتت له منقادة مع الإنعام بمنصب صيدا
وذلك سنة 1176 فنهض من دمشق إليها وسار السيرة الحسنة بين أهليها ثم إنفصل
عنها وولي حلب فدخلها في شهر شعبان سنة 1177 وكانت حلب مجدبة ولم يهطل
عليها المطر فحصلت بيمن قدومه كثرة الأمطار ورخاء الأسعار ونمو الزروع ,
وعامل أهلها بالشفقة و الإكرام ورفع عنهم من البدع ما كان يتنافى منها مع
الإسلام فأثلجت بذلك الصدور وعم السرور, وكان منها إزالة منكر تفشى بين
الناس في سنة 1171 وهو فتح حانات تدار فيها كؤوس الخمر ليلا و يجتمع فيها
الغواة الى أن زاد البلاء وفجرت النساء و ارتكبت كل أنواع الفساد فخشي من
تدهور الأخلاق فأمر بإغلاقها وقضى على بدعة الدومان, وفي منتصف شهر شوال
1178 عزل محمد باشا من ولايته على حلب وولي أيالة الرها المعروفة بأورفه
فذهب إليها ولم تطل مدة إقامته فيها إذ نحي عنها وولي أيالة ( آدنه ) وقبل
أن يصل إليها عهد إليه بأيالة صيدا فتوجه إليها و دخلها في شهر صفر سنة
1179 ثم ابعد عنها و أعطي قونية ثم ولي الشام وامارة الحج الشريف فدخلها في
شهر رجب سنة 1185 ففرح أهلها به كل الفرح وسلك سبيل العدل بين الناس ثم نقل
منها الى أيالة قونية في شهر ربيع الأول سنة 1186 ثم اعيد الى ولاية
دمشق و امارة الحج في سنة 1187 واستمر واليا عليها الى حين وفاته وأهلك
الله على يديه جملة من الخوارج منهم علي بن عمر الظاهر الزيداني ومرعي
المقداني فهدئت دمشق و نامت الفتن و شيد في دمشق أثارا هامة منها السوق
الذي بناه بقرب قصره تجاه القلعة و أجرى الماء الى السبيل فيه من نهر
القنوات وبنى في طريق الحج قلعة لبئر الزمرد ودار خزينة السراي )).
ثم أفاض عليه صاحب كتاب (
أعلام النبلاء ) فأثنى عليه ثناء استغرق عدة صفحات ثم اختتم كلامه قائلا:
(( وبالجملة هو خير من ادركناه من ولاة دمشق وأسماهم رأيا و تدبيرا , ولم
تزل سيرته حسنة بين الناس إلى ان توفي في دمشق وهو وال عليها في يوم 13
جمادى الأولى 1197 ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق)).
وقال الأمير حيدر الشهابي في
تاريخه صفحة 843 (( توفي محمد باشا العظم والي دمشق في سنة 1198 هـ 1783 م
وكان وزيرا جليلا عاقلا حسن التدبير وكان مولعا بالخيول الجياد حتى قيل أنه
كان يملك 500 منها )).
وجاء في كتاب ( ولا دمشق )
صفحة 84 و 85 ما ملخصه: (( دخل محمد باشا العظم الشام في سنة 1185 ثم عزل
منها ثم عاد فدخلها في سنة 1188 وعمر قلعة بير الزمرد في طريق الحج وفي سنة
1195 عمر سوقا في باب القلعة من عند سوق الأروام الى فرن الكعك ويحتوي هذا
السوق على أكثر من مائة وعشرين دكانا وطلب من التجار أن يأخذ كل واحد منهم
دكانا ويعرض فيه البضائع الحسنة فأصبح هذا السوق آية في الابداع ( وهو
السوق الذي يطلق عليه اليوم السوق الحميدية) وشيد وراء السوق قصرا لم يبن
في دمشق خيرا منه آنئذ ودام حكمه في الشام الى سنة 1197 فحل به داء عضال
أعجز الأطباء في مداواته فقضى نحبه متأثرا بهذا الداء رحمه الله)).
35 أحمد مؤيد باشا
نشرت جريدة فتى النيل في
عددها الخامس عشر من سنتها الثانية مقالا بعنوان ( آل العظم في سوريا ) جاء
فيه: (( أن أحمد مؤيد باشا العظم كان عالما علامة , يحفظ القرآن وقد نال
رتبة الباشوية ( بكلربكي ) من السلطان عبد الحميد الثاني في سنة 1885 م
وتوفي في سنة 1888 م وقد بلغ من العمر نحو تسعين عاما ويبلغ عدد العظميين
الذين ينحدرون منه المئات أغلبهم من أولاده و أحفاده وهم المؤيدون الذين
يؤلفون فخذا مهما من الأسرة العظمية)).
نضيف الى ما مر ذكره هذه
المعلومات المستقاة من أحد أحفاد أحمد مؤيد باشا الثقاة حيث قال: (( كان
المرحوم أحمد مؤيد بك سافر الى الأستانه لبعض شؤونه وصدف أن أدى صلا الجمعه
بجامع ييلديز وكان السلطان عبد الحميد الثاني يصلي في سدة ذلك الجامع
فإسترعت هيئة مؤيد بك المهيبة نظر السلطان فسأل عنه نامق باشا أبو الوزراء
الذي كان يصلي جانب السلطان وكان الباشا يعرفه عندما كان واليا في سوريا
فأخبر السلطان عنه فأرسل السلطان أحد مرافقيه ليدعو أحمد مؤيد بك ان يحل
عليه ضيفا في المابين وعندما أصبح مؤيد بك في عداد ضيوف السلطان أخذ
الوزراء و كبار رجال الدولة يفدون الى المابين للسلام عليه وكان في عداد
هؤلاء مأمور الفراشة الشريف أحمد فسأل أحمد مؤيد بك ما إذا كان قد أدى
فريضة الحج فأجابه مؤيد بك انه أدى الفريضة وانه نزل ضيفا على إمرأة من
الشرفاء أحسنت وفادته وكان لهذه السيدة ابن اسمه أحمد فتذكر الشريف مأمور
الفراشة أنه يعني والدته وعرفه بنفسه فقويت اولصر الصداقة و المحبة بينهما
وكان الشريف أحمد من المقربين إلى السلطان فأخذ موعدا لمؤيد بك من السلطان
لمقابلته ودامت المقابلة أكثر من ساعة أنعم خلالها السلطان على مؤيد بك
برتبة الباشوية ( بكلربكي ) وعلق على صدره بيده نياشين من أرفع النياشين
وطلب اليه ان يتمنى عليه شيئا وأعاد ذلك ثلاث مرات كان مؤيد باشا يجيبه في
كل مرة ( انا من خير جلالتكم بنعم من الله ولا أريد الا سلامتكم) و أخيرا
أصر السلطان على طلبه فأجابه ( لي ابن يدعى شفيق تخرج من المدارس العاليه
ويتقن اللغات التركية و الانكليزية و الفرنسية , ولي أيضا حفيد يدعى صادق
من مرافقي جلالتكم) فأمر السلطان بتعيين شفيق بك مترجما في المابين و
بترفيع رتبة المرافق صادق باشا وبعدها طلب نامق باشا من مؤيد باشا أن لا
يسافر إلى دمشق قبل حلول العيد كي يدخل لمعايدة السلطان فيخرج برتبة
الوزارة , أخاف هذا التكليف مؤيد باشا لعلمه أن الوزير لا يستطيع الخروج من
الأستانة فعجل بالسفر قبل حلول العيد.
41 عبد الله باشا
جاء في الجزء الثالث من خطط
الشام صفحة 10 : (( أن عبد الله باشا العظم تولى دمشق و البلاد في حالة
مزعجة وقد دامت ولايته هذه ثلاث سنين)).
وجاء في حوادث دمشق اليومية
صفحة 38: (( أن عبد الله باشا ابن محمد باشا العظم تولى حلب 1793 م )).
وجاء في ولاة دمشق صفحة 90 :
(( أن عبد الله باشا العظم دخل الشام في سنة 1205 وحكم سبع سنين ثم عاد
ودخلها سنة 1214 ودخل للمرة الثالثة 1219 (1) وقد تبين انه عزل في سنة 1222
وتولى مكانه كنج يوسف باشا )).
وجاء في الخطط جزء 3 صفحة 20
ما ملخصه: (( أن القبوقول قصدوا اثارة فتنة في دمشق في سنة 1214 فأغلق أغا
القلعة بابها فحاصره عبد الله باشا واضطره الى التسليم بعد مدة ثم قتا أغا
القلعة وهمدت الفتنة وبعدها سار عبد الله باشا لمحاربة مصطفى بربر متسلم
طرابلس وحاصر قلعتها بشدة فإلتجأ البربر إلى الجزار و اتخذ بعض الإجراءات
فخشي عبد الله باشا من نتائج ذلك فرفع الحصار ولم يعد إلى دمشق)).
وجاء في الخطط الصفحة 26 من
الجزء 3 ما ملخصه: (( حاولت الدولة غير مرة القبض على مصطفى بربر متسلم
طرابلس ولكنه ظل في منصبه يسوم الناس مظالمه وما لبث خصمه اللدود عبد الله
باشا أن تولى دمشق للمرة الثالثة بعد أن كانت الدولة قد غضبت عليه بوشايات
الجزار)).
أما تاريخ جودت فقد جاء في
الصفحة 211 من الجزء السادس منه ما ترجمته: (( لما كانت أمارة الحج من
الأمور الهامة لدى الدولة فقد المذاكرة و المطالعة لدى مجلس المشورة فقرر
توجيه هذه الإمارة الى عبد الله باشا نجل محمد باشا العظم والي حلب مع
أيالة الشام الشريفة نظرا للنفوذ و الاعتبار الذي أحرزه أبناء العظم في تلك
النواحي من بلاد السلطنة)).
ويقول جودت باشا في تاريخه
جلد 6 صفحة 350 ما ترجمته: ((لقد ذكر في تاريخ نوري بك أنه لما كان لا يمكن
الاعتماد على أهالي جبل لبنان و الثقة بهم فقد وجهت قيادة العسكر (سرعسكرلك)
الى عهدة ابراهيم باشا والي الشام و امير الحج فيها كما وجهت ايالة مصر الى
عظم زاده عبد الله باشا كي يسعى بالاتفاق مع المصريين على نزع ايدي بونابرت
عن مصر)).
وجاء في تاريخ جودت جلد 7
صفحة 47 ما ترجمته: (( بما أن الجزار باشا استقال من امارة الحج فقد وجهت
هذه الامارة مع ولاية الشام الى عبد الله باشا وايالة مصر الى نصوح باشا)).
ويقول جودت باشا في تاريخه
جلد 7 صفحة 207 ما ترجمته: (( جاء عبد الله باشا العظم الى مكة فالتمس منه
ساداتها و أكابرها أن يمكث عشرة أيام زيادة عن مدة المواسم فلم يقبل و
اعتذر بعدم استعداده لمقابلة عبد العزيز آل السعود وكان هذا قد جاء الى مكة
وأقام على مسافة ثلاثة مراحل عنها ولم يدخلها , وجاء الحجاج من كل قطر و
مصر, فدعا شريف مكة الجميع للجهاد ضد ابن سعود ولكن أحدا لم يلب هذا الطلب
سوى والي جدة و ادعوا ان الوقت غير مناسب و أن الذخائر لديهم غير كافية ,
لذلك اعتذروا وكلفوا شريف مكة ان ينذر ابن سعود أولا وعين كل منهم موفدا من
قبله فذهب الوفد وأنذر عبد العزيز آل السعود فأجاب هذا بكبرياء( أنه انما
جاء كي يرشد الخلق الى الطريق القويم و انه لا ينوي الاعتداء على الحجاج و
أنهم يستطيعون مغادرة مكة في غضون ثلاثة أيام) , ولذا السبب طلب سادات مكة
من عبد الله باشا العظم أن يبقى عندهم فإعتذر وسافر في اليوم الخامس من شهر
المحرم.
ذهب ابن السعود إلى جدة
لإستيفاء الضريبة التي فرضها على أهلها فقوبل بالمدافع و البنادق فعاد إلى
نجد بعد أن خسرالكثير من رجاله دون أن يدخل مكة و أخذ يتسلط على أهل
الجزيرة , وفي سنة 1222 أغلق طريق الحجاز وكان عبد الله باشا قد عين وقتئذ
واليا للشام و أميرا للحج زقائدا للعسكر بناء على قرار (مجلس المشورة) لكي
يدفع غائلة الوهابيين فلم يتمكن وحوصرت المدينة المنورة في هذا العام الذي
دعي( عام الفترة ) و أصبحت بحاجة قصوى الى الذخيرة لإعاشة سكانها, وذهبت
وعود عبد الله باشا التي قدمها الى الدولة في هذا الشأن عبثا تذروه الرياح
فغضبت عليه الدولة وأصدرت أمرها بعزله وبلغ اليه الأمر في اواسط شهر صفر
سنة 1222 وعين مكانه كنج يوسف باشا زكان من الشجعان ولكن جواده لم يستطع
الجولان في تلك الصحاري المحرومة من الماء فلم يأت بعمل يذكر)).
وجاء في خطط الشام جزء 3
صفحة 44: (( انقضت دولة بني العظم بهلاك عبد الله باشا آخر من ولي منهم سنة
1223 ولم يقم بعده أحد من ذريتهم لتولي الأحكام)).
وجاء في حوادث دمشق اليومية
صفحة 39 : (( وثم آخرون من بني العظم تولوا حكم بعض الجهات في سوريا وإن
كانوا أقل شهرة ممن تكلمنا عنهم أو معلوماتنا عنهم ضئيلة كعبد الرحمن بك أو
رحمون بك ابن أسعد باشا العظم وقد ولي حكم طرابلس و عبد الرحيم بك العظم
كان حاكما لحمص سنة 1189 وخليل باشا والي طرابلس سنة 1211 ويحيى بك متسلم
حماة سنة 1221 وسليم بك متسلم حماة سنة 1817 م )).
(1)
جاء
في الجزء الثاني صفحة 95 من كتاب العرب و العروبة للأستاذ عزة دروزة أن عبد
الله باشا تولى ولاية دمشق بعد نزعها من الجزار من سنة 1210 الى سنة 1222
بإستثناء فترة قصيرة وقال أنه كان له ابنا يدعى خليل باشا تولى طرابلس.
43 يوسف باشا
جاء في ( حوادث دمشق اليومية
) صفحة 38 ما ملخصه: (( هو يوسف باشا ابن محمد باشا العظم تولى أولا
باشاوية حلب في سنة 1195 ويبدو انه لم يكن حسن السيرة في الحكم لأنه لما
عين بعد ذلك واليا على طرابلس سنة 1215 رفض أهلها أن يسمحوا له بدخول
مدينتهم)).
53
مختار بك
جاء في الجزء الأول من كتاب
أعلام الأدب و الفن للأديب السيد أدهم الجندي صفحة 195 ما نصه: (( هو
المرحوم مختار بك بن أحمد مؤيد باشا بن نصوح باشا العظم , ولد في دمشق سنة
1822 م ولازم علماء عصره فأخذ عنهم ونبغ في الآداب العربية و العلوم ثم زار
مصر و اتصل بأفاضل علمائها ثم ذهب للمدينة المنورة فأقام فيها مدة سنتين ,
له مؤلفات كثيرة وردود بليغة و آثار نفيسة تدل على سعة علمه و فضله منها
رسالة خطية بعنوان ( تفليس ابليس ) رد بها على رسالة الدكتور فريد وجدي
المصري بما يتعلق بالحجاب , وفي سنة 1920م 1340 هـ توفي الى رحمة الله و
أعقب ولدين هما شريف و آصف وقد ماتا في ريعان الشباب في حياته فزهد في
الدنيا و آثر العزلة و الانكباب على المطالعة )).
54 عبد الله بك
هو المرحوم عبد الله بك بن
أحمد مؤيد باشا العظم ولد في دمشق في اواخر النصف الأول من القرن التاسع
عشرالميلادي ونشأ فيها , تتلمذ على يد بعض الأساتذة كما وجهه والده وكان
محبا للعلم و الادب ولكل جديد وقد ترك لأبنائه مكتبة قيمة , سب عبد الله بك
على العمل الزراعي فجد و اجتهد وكان مخلصا لعمله رؤوفا بالفلاح و العامل
وقد ربى ابناءه و بناته تربية حسنة و اعتنى بتوجيههم أحسن توجيه.
تولى رحمه الله رياسة بلدية
دمشق أكثر من مرة فكان مثالا للنزاهة و العفة وقد خدم وطنه خدمات جلى اذ
أنه في غضون رياساته للبلدية أنيرت دمشق بالكهرباء و اسيلت اليها مياه
الفيجة فأقيمت السبلان في كل ناحية منها وتخلص الدمشقيون من شرب ماء الأنهر
الملوثة.
ومن مآثره أنه أقطع مع أخيه
شفيق بك و شريكهما السيد عبد الرحمن بن مقلة المراكشي أرضا واسعة مما
يملكون في سفح جبل قاسيون لاشادة مئات الدور لمهاجري الرومللي و لمهاجري
جزيرة كريت تكفيان لإسكانهم وذلك بصورة مجانية ولوجه الله تعالى.
وبقي على هذه الحال يقوم
بالأعمال الصالحة و النافعة لأهله ووطنه إلى أن توفاه الله في سنة 1329 هـ
وله من العمر ثلاث و ستون عاما رحمه الله.
56 عبد القادر بك
قال صاحب فتى النيل في مقاله
المنشور في العدد الخامس عشر من السنة الثانية: (( هو عبد القادر بك بن
أحمد مؤيد باشا العظم . كان نابغة من نوابغ العرب و عالم لغوي و اجتماعي و
اقتصادي وزراعي وسياسي و عمراني , قليل من أمثاله في سوريا , ناجح الرأي ,
بعيد النظر , وقور , رزين . تولى رئاسة بلدية دمشق مرارا في العهد العثماني
زكان عضوا في مجلس الشورى السوري عقب انفصال سوريا عن الدولة التركية ,
توفي رحمه الله في دمشق سنة 1920 م)).
58 علي بك
هو المرحوم علي بك بن أحمد
مؤيد باشا العظم . كان رحمه الله تقيا دينا , يتعاطى الأعمال الزراعية وكان
قوي البنية , بطلا من الأبطال الذين لا يشق لهم غبار ولا يستطيع الصمود
أمامهم الجحفل الجرار ومن سوء حظه أنه ابتلي بحادث مع الامراء الجزائريين
المهاجرين الى دمشق اضطر بسببه للنزوح عنها فسافر إلى الأستانة برا بمفرده
يمتطي حصانه وكان في كل بقعة يمر بها يفاجأ بجنود اخذوا خبره وهم يتعقبون
أثره فكان يشتتهم ويضطرهم الى الفرار و الرجوع عن مطاردته , وفي الأستانه
تعقبته الحكومة ففر إلى بلاد اليونان ولما قامت الحرب بين تركيا و اليونان
في واستولى الاتراك على الكثير من مقاطعات اليونانيين فر من هناك و إلتجأ
إلى مصر فاشتغل بالسياسة و أصدر جريدة و أخيرا أمر السلطان عبد الحميد
بالعفو عنه فعاد إلى سوريا و أقام في حماه وفي الحرب العالمية الأولى (
السفربرلك ) نفي الى بروسية مع أفراد عائلته بسبب أخيه الشهيد شفيق بك
المؤيد ثم عاد إلى سوريا بعد الحرب وفيها توفي الى رحمة الله .
60 شفيق بك
قال الفاضل السيد أدهم آل
الجندي في كتابه ( شهداء الحرب العالمية الكبرى ) صفحة 94 ما ملخصه: (( هو
المرحوم شفيق بك ابن المرحوم أحمد مؤيد باشا العظم شهيد السفاح جمال باشا ,
ولد بدمشق سنة 1861 وتلقى دراسته في مدرسة عنتورا بلبنان أتقن من اللغات
الفرنسية و التركية وألم بالانكليزية وكان أديبا وشاعرا باللغة العربية ,
عين في شبابه بوظائف مختلفة منها مديرية الدفتر الخانقاني بدمشق و مصلحة
الجمارك في بيروت وكان في الخامسة و العشرين من عمره آنذاك , ولما سافر
والده المرحوم أحمد مؤيد باشا الى الأستانة و إلتقى السلطان عبد الحميد
أصدر جلالته ارادته بتعيينه مترجما في المابين فعين براتب اربعين ليرة
عثمانية ذهبا , وفي سنة 1896 عهد إليه بمفوضية الديون العامة في الأستانة
براتب قدره 120 ليرة عثمانية ذهبية . فبقي فيها إلى سنة 1901 م وقد حدث ان
عمدت الدولة إلى تمديد الخط الحديدي من رياق إلى حلب و إقتضى لها أن تقدم
اعتمادا لإدارة الديون العامة كي تكفل ( الضمانة الكيلومترية ) للخط وعزمت
على إحالة جباية أعشار ولايتي سوريا و حلب إلى الادارة المشار إليها لهذا
السبب ثم عقد مجلس من رجال الدولة لإنجاز هذا العمل فدعا المجلس شفيق بك
مفوض الديون العامة و استشاره في الموضوع , فرفض الشهيد الموافقة على هذا
المشروع غير أن السلطان أقره فيما بعد فاضطر شفيق بك إلى الإستقالة من
مفوضية الديون العامة , فما كان من هذه الأدارة التي كان الشهيد معارضا لها
إلا أن قدرت له هذه الشهامة فعينته مفوضا عنها في إدارة حصر الدخان براتب
200 ليرة عثمانية ذهبية لأن أمور الحصر كانت في جملة الرسوم الستة التي
تؤلف موارد الديون العامة المودوعة اليها من قبل الدولة لتسديد مطالبها وقد
ابت على المرحوم وطنيته أن يوافق على احالة اعشارالولايتين الى ادارة
الديون العامة بإعتبار أن هذا العمل كان مخلا بإعتبار الدولة وقد تخلى عن
الوظيفة لهذا السبب . بقي الشهيد المرحوم مفوضا لإدارة الديون العامة لدى
شركة حصر الدخان حتى إعلان الدستور في سنة 1908 ولما أعلن الدستور لم يرشح
نفسه للنيابة فما كان من ابناء المؤيد في دمشق إلا أن رشحوه ونال من
الأصوات ما أهله لأن يكون نائبا عن دمشق في المجلس النيابي العثماني , وكان
راتب النائب 20 ليرة عثمانية فقبل النيابة و استقال من مفوضية حصر الدخان
بإختياره لأن القانون لا يجيز اجتماع النيابة مع أي وظيفة ثانية ولأن
استقالته من مفوضية الحصر كان موقوفا على موافقة مجلس الديون العامة المؤلف
من ممثلي الدول الأجنبية الدائنة و لا سلطة لأحد علي هذا المجلس أجاب
المرحوم حينئذ ( بماذا أعتذر للذين رشحوني و منحوني ثقتهم و اعتمادهم ؟ ) .
وعلى ذلك فقد سلك بإختياره هذا الطريق الوعر الذي أفضى به إلى المصير
المحتوم الذي قدر له .
كان المرحوم شفيق بك من
أعاظم من أنجبته البلاد السورية وقد تناولت اسمه دون علم منه مراسلات و
مذكرات سفراء فرنسا و انكلترا وقناصلها في مصر و سوريا مع وزارات الخارجية
المنسوبة لهاتين الدولتين بسبب مكانته السامية التي أدت إلى ترشيحه من قبل
الأحزاب السياسية و الجمعية اللامركزية القائمة في مصر أثناء الحرب
العالمية الأولى لتولي رئاسة الحكومة في سوريا إذا أعلن استقلالها كما دعي
لتولي رئاسة المؤتمر الذي عقده زعماء ووجوه البلاد السورية في باريس فاشترط
لقبول رئاسة المؤتمر أن يعقد المؤتمر في الأستانة بدلا من باريس وقد أجاب
المعترضين على ذلك بقوله ( فليفعل بنا الأتراك ما شاؤوا و أرادوا من سجن و
نفي و تغريب فنحن و أياهم أبناء دولة واحدة ولابد لهم من أن يتراجعوا و أن
يتفاهموا معنا في آخر الأمر وخير لنا أن نغسل ثيابنا فيما بيننا و أن لا
ننشرها أمام الغرباء و الأجانب ) . ولكنهم لم يقبلوا ذلك منه وعقد المؤتمر
الذي باء بالفشل في باريس برئاسة الأستاذ المرحوم عبد الحميد الزهراوي.
إن الأتحاديين ماكان ليخفى
عليهم صدق و اخلاص المرحوم شفيق بك وفقا لما كانت تنطوي عليه طبيعة أجداده
من إخلاص وتفاني في سبيل الدولة منذ القديم ولكن لهؤلاء الأشقياء من دواعي
الإنتقام ما جعله يتخذون من شهرته وتداول اسمه في المخابرات كما ورد آنفا
دون علمه وسيل اتهموه فيها بالإشتراك بالجمعيات و الأحزاب التي رشحته و
بالإتصال بالقناصل و السفراء و أن ينتهزوا الفرصة للإيقاع به , اما الأسباب
التي دعت الاتحاديين للنقمة عليه فهي متعددة أهمها :
1-
استياؤهم منه لقيامه بتأسيس جمعية
الأخاء العربي بعد إعلان الدستور كحزب يعمل على خدمة مصالح البلاد العربية
ضمن كيان الدولة كما هي الحال في جميع المجالس النيابية لدى الأمم المتمدنة
الراقية و لكنهم فسروها على عكس ذلك
2 -
صفعه و
اهانته لطلعت باشا في مجلس النواب العثماني .
3-
زواجه –
بعد وفاة زوجته الأولى - من نعمت خانم أرملة المشير المرحوم جواد
باشا الصدر الأعظم التي لم يبق من وزراء الاتراك و عظمائهم من لم يخطبها
لنفسه فرفضتهم جميعا و اقترنت بشفيق بك ولكنها توفيت بعد سنة أثناء ولادتها
فادعى اخو المشير جواد باشا أن الطفل ولد ميتا ولكن ثبت بشهادة كبار
الأطباء أمثال بسيم عمر باشا و قنبور أوغلي و غيرهم اللذين اعتنوا بتوليدها
أنه ولد حيا وعاش بضعة أيام بعد ولادته فارتدوا فاشلين .
يقول الكاتب التركي القدير
فالح رفقي بك أحد مرافقي جمال باشا في الحرب العالمية الأولى ( السفربرلك )
والذي كان مكلفا من قبله بمعالجة الشؤون المتعلقة بديوان حرب عاليه في
كتابه ( زيتون داغي ) صفحة 50 ما ترجمته: (( كانت استانبول تصر غاية
الاصرارعلى ضرورة تدقيق قرارات ديوان حرب عاليه من جانب وزارة الحربية في
الأستانه , ولكن جمال باشا استفاد من قانون صدر في تلك الأثناء يخول قواد
الجيوش صلاحية تنفيذ أحكام الاعدام حالا ومباشرة حينما تقتضي ضرورة الدفاع
عن الوطن بذلك فأمر بتنفيذ قرارات الإعدام التي أصدرها ديوان حرب عاليه عقب
صدورها مباشرة مع أن هذا القانون وضع اساسا لدرء الفساد الذي كان يمكن
ميدانيا اثناء القتال فينشأ عنه الخلل في خطوط الدفاع ولكي يضع حدا للأمور
المفاجئة بصورة نهائية و عاجلة ولكن جمال باشا فكر بأنه إذا ارسل قرارات
ديوان الحرب إلى الأستانه وفقا لطلب الحكومة المركزية فلربما انقلبت الأمور
رأسا على عقب لذا أصدر قراره بالتنفيذ حالا ثم أرسل برقية إلى الأستانة في
اليوم التالي أعلن فيها أنه جرى إعدام سبعة من محكومي ديوان حرب عاليه في
دمشق و الباقين في بيروت )).
لقد قيل أن جمال باشا كان
ينوي أن يعلن استقلال سوريا وأن ينصب نفسه ملكا عليها وأنه كان يفاوض
الفرنسيين سرا فخشي أن يقاومه هؤلاء الأماجد ففتك بهم قتلا و نفيا و الله
أعلم عموما لقد ذهب المرحوم شفيق بك المؤيد العظم و رفاقه شهداء إخلاصهم
وفداء صدقهم و تفانيهم في سبيا وطنهم أمثال رشدي الشمعة و شكري العسلي و
عبد الوهاب الإنكليزي و الوجيه الأمير عمر الجزائري واترابهم من شباب
القومية العربية كأبناء المحمصاني و الشهابي وسلوم و غيرهم من الشهداء
الأماثل تغمدهم الله برحمته و اسكنهم فسيح جناته.
ونورد هنا ما أورده مركز
الشرق العربي للدراسات الحضارية و الإستراتيجية عن المرحوم شفيق بك العظم
((
هوشفيق بن أحمد
بن مؤيد باشا العظم، ولد في دمشق عام 1857. أدخله والده الكتاب وهو في
الثالثة من عمره، فتعلم فيه المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والقرآن
الكريم. عام 1863 ارتحل شفيق مع أسرته إلى بيروت، وهناك التحق بمدرسة
الكلية الأمريكية، ومدرسة عين تورا، وقد ظهرت عليه مخايل الذكاء والنبوغ
وهو طالب على مقاعد الدراسة، مما لفت أنظار مدرسيه، وتنبأوا له بمستقبل
كبير في عالم الإبداع والسياسة، وكان يحفظ الأشياء الصعبة والألغاز
والقصائد الطوال من أول مرة.
عمل شفيق العظم في مقتبل
عمره في جمرك بيروت وفي قلم الدفاتر (الخاقاني) في ولاية سورية برتبة معاون
مدير، فكان محط إعجاب وثقة (حمدي باشا) والي سورية، مما أثار نقمة حاسديه
فوشوا به إلى السلطة العسكرية بأنه لم يكن ضمن سجل النفوس أو السجل المدني،
وكان القانون العسكري لا يتهاون في هذه القضية، ويعاقب عليها أشد العقاب.
ولما علم شفيق أن السلطة
العسكرية تنوي القبض علبه، بعدما فشلت وساطة والي سوريا، نُصح بأن يتوارى
عن الأنظار فسافر إلى بيروت وانتقل إلى الأستانة يحمل توصية خاصة من والي
سوريا، فصدرت الإرادة السلطانية بإعفائه من الخدمة العسكرية ومنحه الدرجة
الثانية، ولعل تفانيه في العمل وذكائه واعتماد الوالي عليه كان وراء ذلك،
فرجع إلى دمشق ثائراً في وجوه حاسديه.
بعدما تم تقسيم ولاية سورية
إلى ولايتين، أُلغيت وظيفة شفيق العظم، فعينه السلطان عبد الحميد مترجماً
في القصر السلطاني إذ كان يتقن إلى جانب العربية اللغة التركية والفرنسية
وقليلاً من الإنجليزية. ثم تم تعيينه مندوباً للدولة في صندوق الدين التركي
ثم مندوباً لدى شركة احتكار الدخان.
ولما أُعلن الدستور العثماني
عام 1908 انتخب شفيق المؤيد العظم نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان
بالرغم من رفض جمعية الاتحاد والترقي وسعيها لإخفاقه. وبعد دخوله المجلس
أخذ خصومه الاتحاديون يدسون له الدسائس ويتهمونه بأنواع التزوير والاحتيال،
ونبهوا الحكومة إلى الوظيفة التي يشغلها في صندوق الدين، بحجة أنه لا يجوز
للنائب في المجلس أن يتولى عملاً آخر في الحكومة، ففضل النيابة وتخلى عن
عمله في شركة احتكار الدخان.
في هذه الفترة ساهم شفيق
العظم في تأسيس عدد من الأحزاب والجمعيات منها: حزب الإخاء العربي
العثماني، وهو حزب عربي التكوين والهدف، وكان عضواً بارزاً في تأسيس الحزب
الحر المعتدل، ثم حزب الحرية والائتلاف وهما الحزبان النيابيان اللذان
دافعا عن الدستور أحسن الدفاع. ولما أحلت الحكومة الاتحادية المجلس الأول
بعد الدستور، رشح شفيق نفسه مرة ثانية للنيابة فأخفق كما أخفق زميلاه (شكري
العسلي وعبد الحميد الزهراوي) بسبب تزوير الانتخابات، من أجل حرمان الشعب
العربي من نواب أقوياء يدافعون عن حقوقه المهضومة.
وعلى الرغم من المؤامرات
والدسائس التي كانت تحاك له في السر والعلانية، وحرمانه الكثير من حقوقه،
إلا أنه كان كثير الاهتمام بحالة الدولة، كثير التفكر في مستقبلها، ومع ذلك
فإن إخلاصه لم ينجه من انتقام السفاحين بسبب خلافاته مع طلعت باشا حول
القروض التي اقترضتها الحكومة الاتحادية باسم الدولة، ولم تنتفع منها
الدولة بشيء. مما أثار أحقاد الاتحاديين عليه، حتى جاء اليوم الذي صفت فيها
جماعة الاتحاد والترقي حسابها مع خصومها ومنهم شفيق فسجن في عالية في
لبنان، وكان قرار اتهامه بأنه مؤسساً لجمعية الإخاء العربي، وأنه كان على
اتصال وتبادل مذكرات مع السفير الفرنسي في الأستانة ومأموري فرنسا
السياسيين في مصر وسوريا لأجل إمارة سوريا واستقلال العرب، ودعوة القوى
العسكرية الفرنسية إلى المملكة، ثم أسس الرابطة اللامركزية، وثبت أنه بعد
العفو العام اشتغل بهذه المسائل واتفق مع زعماء سورية على انسلاخ سورية من
جسم الدولة.
وفي السجن طال شعره كثيراً
بعد أن مكث فيه أربعة أشهر من غير حلاقة، فتدلى شعره حتى بلغ قمة كتفيه
وامتدت لحيته البيضاء الناصعة حتى بلغت أسفل صدره، فأراد جمال باشا السفاح
ليلة الغدر به أن يخفف من هيبته على المشنقة فبعث إليه حلاقاً من عنده،
فلما دخل عليه ورأى تلك الهيبة المجسمة وذاك الوقار الساكن، أخذته الرعشة
وكاد يغمى عليه، فالتفت إليه شفيق وقال له: (لا
تخف اذهب وأخبر من أرسلك أنني أريد أن ألقى وجه ربي بهذه الشيبة التي
يستحيي من عذابها).
وتقدم شفيق العظم إلى
المشنقة برباطة جأش نادرة المثال، فألقى خطبة بليغة موجزة، بين فيها الغاية
الشريفة التي كان يهدف إليها رجال العرب، ثم طلب من الحاضرين قراءة
الفاتحة، وكان ذلك يوم السادس من شهر أيار عام 1916 في ساحة الشهداء (المرجة)
في دمشق.
كان له من الأولاد ثمانية
منهم: اثنان من الذكور، أحدهما (واثق بك) كاتم أسرار السفارة العثمانية في
مدريد، والثاني (هشام) وكان تلميذاً في مدرسة الحقوق في بيروت، فنفي مع
شقيقاته وسائر الأسرة المؤيدية العظيمة إلى الأناضول قبل إعدام أبيه.
كان شفيق العظم شاعراً
وأديباً وكاتباً مجيداً وموهوباً وكان مثقفاً ثقافة عميقة، ويعد مرجعاً
كبيراً في علم الاقتصاد والمال، ولطالما اعتمدت عليه الدولة في قضايا
اقتصادية مهمة. وكان متضلعاً في العربية والتركية والفرنسية ويلم
بالإنجليزية، وله قلم سيال يستهوي القلوب والعقول معاً، ولسان فصيح يخلب
السامعين، ومن حدة ذكائه أنه تعلم التركية وبرع فيها كأحد أبنائها في مدة
قصيرة بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره. كان سمحاً كريماً قفي تعامله مع
الآخرين، حتى إنه كان يصرف الألوف من الجنيهات على معارفه وأصدقائه ولا يضن
بماله على أحد.
المراجع:
ـ فوزي الخطبا (شهداء النهضة العربية، عمان) ص(75ـ 79).
ـ عبد الوهاب الكيالي وآخرون (موسوعة السياسة، المؤسسة
العربية للدراسات والنشر، بيروت، طبعة أولى 1983، الجزء الثالث، ص(485).
97 خالد بك
هو خالد بك بن محمد نصوح بك
بن مؤيد باشا العظم . ولد في حماه ونشأ فيها و تعلم في مدارسها. كان رحمه
الله عاقلا نبيلا ذا شخصية تملأ العين بأناقتها و يطفح البشر و الإيناس على
وجهها . تولى أعمالا حكومية كثيرة فكان ينتخب عضوا لمجلس إدارة اللواء حينا
و عضوا للمحاكم الحقوقية أو الجزائية حينا آخر ولا تخلوا منه هذه المناصب
في الغالب وبهذه الصورة خدم حكومته ووطنه بأمانة و إخلاص الى أن توفاه الله
رحمه الله و جعل الجنة مثواه.
99 شوقي بك
جاء في جريدة فتى النيل ما
يلي: (( هو شوقي بك بن محمد نصوح بك المؤيد . درس في المدارس الحربية وبلغ
رتب أميرآلاي في الجيش . وكانت له وقائع مشهورة في حرب اليمن تدل على
براعته و تضحيته ووطنيته . وكان قدد تقلعد قبل الحرب العالمية الأولى
وأثناء هذه الحرب طلبت إليه الحكومة أن يعود إلى الخدمة العسكرية و لكن أبت
نفسه تلبية هذه الدعوة بسبب الحكم الذي صدر ظلما و عدوانا على عمه شفيق بك
المؤيد ولما يلاقيه العنصر العربي من سوء المعاملة من حكومة الاتحاد و
الترقي و شوق بك شهم عفيف شريف مستقيم باسل شجاع اشتهر في جميع الحروب و
الوقائع التي خاضها ابان انتسابه للجندية )).
104
سعيد بك
هو سعيد بك ابن صالح ازدشير
بك بن مؤيد باشا درس العلوم الأولية مع أخيه صادق باشا و أكمل تحصيله
العسكري في المدرسة الحربية في الاستانة. تخرج ضابط أركان حرب وقيل أنه كان
الأول في صفه وهو يتقن ثلاث لغات أجنبية . وبعد تخرجه من المدرسة الحربية
بمدة اتصل برجال الصوفية و اختلط بهم فزهد في الحياة وتعرى من الملابس
العسكرية و ارتدى الجبة و العمامة وحمل حقيبته على كتفه سائحا في البلاد
ينام في المدارس و الزوايا و بيوت العلم إلى أن توفاه الله.
105
صادق باشا
هو صادق باشا ابن المرحوم
صالح أزدشير بك بن مؤيد باشا العظم , قالت جريدة فتى النيل عنه ما يلي: ((
درس في مدرسة عنتورا بلبنان ومدرسة البستاني في بيروت و اتم تحصيله العسكري
في المدرسة الحربية العثمانية في الأستانة وخرج منها برتبة ملازم وفي سنة
1300 هـ عينه السلطان عبد الحميد الثاني ياورا له .ثم أخذ يتدرج في المراتب
العسكرية الى أن بلغ رتبة فريق أول ومن جملة المناصب التي شغلها مفوض
الحكومة العثمانية لدى بلغاريا قبل استقلالها كما تولى بعد إعلان الدستور
محافظة جدة وكان السلطان عبد الحميد خان يعتمد عليه فوجهه إلى الإمام مهدي
السنوسي الكبير بمهمة سياسية مرتين الأولى في جغبوب و الثانية في الكفرة
الواقعة في الصحراء الكبرى ثم اوفده الى الحبشة حيث زار النجاشي منليك في
أديس أبابا ورحلاته الموفقة مدونة و مطبوعة باللغتين العربية و التركية
وآخر عمل جليل أودعه اليه السلطان عبد الحميد هو تمديد خط التلغراف من دمشق
إلى المدينة المنورة فقام بهذا الأمر خير قيام رغم المشاكل الكثيرة التي
اعترضت طريقه من تسلط العربان . و أخيرا توفي في الأستانة سنة 1910 على أثر
مرض حل به رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه )).
106
اكليل بك
هو اكليل بك ابن المرحوم
صالح ازدشير بك بن مؤيد باشا العظم قالت جريدة فتى النيل عنه : (( هو شقيق
صادق باشا المؤيد . درس في المدارس العثمانية في دمشق وهو من كبار رجال
الإدارة المرموقين في العهدين العثماني و العربي , اراؤه ناضجة و افكاره
سليمة و مستقيمة , بعيد النظر , مطلع على الأحوال السياسية و الإدارية تمام
الاطلاع , وقد كان قائمقام في عجلون و دوما و بعلبك و النبك و آخر منصب
اداري تولاه هو محافظة حوران في العهد العربي , و كان جمال باشا قد ابعده
في سنة 1915 إلى بروسيه في آسيا الصغرى لمجرد الإشتباه بسلوكه السياسي وقد
كلف بعد احتلال الفرنسيين سوريا بقبول منصب محافظ دمشق كما كلف أكثر من مرة
تولي وزارة الداخلية او غيرها من الوزارات فإعتذر لأنه لا يريد ان يشترك في
الحكم ما دام الأجانب في البلاد )).
108
صفوح بك
هو صفوح بك ابن المرحوم صالح
ازدشير بك المؤيد العظم . درس في مدارس الآباء العازريين في دمشق وشغل
وظائف عديدة منها مفتشية البوليس ومديرية سجون دمشق وعدة قائممقاميات
ومحافظة حوران و أخيرا مديرية البوليس العامة وكانت آخر وظائفة محافظة
دمشق.
121
نصوح بك
هو نصوح بك ابن عبد الله بك
مؤيد باشا العظم ولد في دمشق و درس في مدارسها ثم انتقل الى المدرسة
العازرية حيث اتقن دراسة اللغة الفرنسية غاية الاتقان وبعدها انتسب الى
معهد الطب فواظب عليه حتى بلغ الصف الثالث منه حينئذ ادركته الجندية في
اوائل الحرب العالمية الأولى فجند ضابط احتياط وسيق الى الخدمة العسكرية في
الجبهة. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق فانتدب الى منصب الأمانة
العامة للجامعة السورية وكان على غاية من الذكاء و النشاط ذا أخلاق فاضلة
كريمة محب للنظام مولع بإتقان عمله توفي في الثلاثين من شهر أيلول سنة 1955
رحمه الله.
129
صائب بك
هو صائب بك بن عبد القادر بك
بن احمد مؤيد باشا العظم ولد في
العام 1886 ميلادية بقصر آل العظم بمدينة ( حماة ) السورية وتربى في كنف و
الده العلامة المغفور له عبد القادر المؤيد العظم , وفي العام 1903 سافر
الى مدينة ( بندرما ) القريبة من مدينة أزمير بتركيا حيث تتلمذ على يد بطل
العالم ( الكوج محمد ) بالمصارعة الحرة و الرومانية مدة سنة ثم إصطحب
معه البطل المذكور الى سوريا لإتمام تدريبه بدمشق وذلك بناء على طلب و الده
سنة 1904 , وفي العام 1905 سافر الى باريس بفرنسا حيث دخل مدرسة (دوبونيه)
للرياضة و المصارعة لإتمام تدريبه و تقوية عضلات جسمه وهي على اسم
بطل العالم (دوبونيه) ثم عاد في العام 1906 الى سوريا وبدأ في تدريب نفسه و
تفنن في المصارعة الحرة و الرومانية وفي العام 1907 وصل الى دمشق متحديا
بطلها ( اللسندر دوبروج) وكان هذا البطل يرفع بين أسنانه خمسة براميل مليئة
بالرمل وزنها 500 كيلوغرام وكان يضع في كف يده مسمارا طوله 25 سم
ويضربه في دفة من خشب السنديان بسماكة 10 سم فتخرج من الناحية الأخرى ثم
يسحبها بين أصابعه ,وحدد يوم 25 مايس (أيار) 1907 في جنينة الأفندي بباب
توما بالقصاع بدمشق وفي الوقت المحدد ذهب بطلنا لمكان الحفل ومعه أهالي
دمشق من أعيان و تجاروعلماء و الوالي و رئيس البلدية و الشرطة وبعد ثلاث
جولات أعلن الحكم فوز بطلنا العظيم على منافسه وكان ذلك أول انتصار له. بعد
ذلك وفي كل ستة شهور من كل عام يظهر بطلنا بكل من أميركا الشمالية و أميركا
الجنوبية وانكلترا و فرنسا و النروج و تركيا وينازل أبطالها و يحمل لقب بطل
تلك البلاد
وفي العام 1911 تغلب على بطل أبطال
العالم بالمصارعة الرومانية (ديبونيه)
وفي العام 1913 تغلب على بطل ابطال
العالم بالمصارعة الحرة و الرومانية (هنكشميد) وسمي بطلنا بعدها ببطل ابطال
العالم في المصارعة الحرة و الرومانية وكان ذلك أعظم انتصاراته.
وفي العام 1924 اسس النادي الرياضي
الاولمبي السوري بدمشق وكان من بين أعضائه المحامي فوزي المفتي و الاستاذ
واصل الحلواني و البطل السوري شفيق البغدادي و السيد عمر المفتي ونجل بطلنا
فؤاد بك العظم وكان بطلنا رئيسا لهذا النادي.
وفي العام 1953 أقيم حفل كبير في المرج
الأخضر تكريما للرياضيين و الأبطال و على رأسهم بطلنا العظيم صائب المؤيد
العظم وكان الحفل برعاية الوزير السوري الاستاذ علي بوظو وقد قدم الاستاذ
بوظو العلم السوري قائلا له (إن الشعب السوري عاجز عن تقديرك لما قدمت
للوطن العربي عامة و الوطن السوري خاصة من انتصارات و بطولات نادرة و فريد
يذكرها التاريخ بحروف من ذهب وها انا اقدم لك العلم السوري وهو أعز شيء على
الشعب السوري فلك الشكر الجزيل و التقدير على مر الايام)
انكب بطلنا الراحل في أواخر حياته على
كتابة المقالات الرياضية العديدة التي صدرت في المجلات العربية ومنها
المصور و الكواكب و الرياضة و غيرها
علاوة على اللغة العربية كان رحمه الله
يتقن اللغة التركية و الفرنسية و الانكليزية و الاسبانية و الفارسية
وكان بطلنا الراحل يأخذ مصاريف كل هذه
الرحلات من و الده العلامه المغفور له عبد القادر المؤيد العظم وجميع
سفرياته و رحلاته و انتصاراته العالمية لم يتقاضى عنها أي مبلغ الا انها
كانت لرفع اسم بلاده دون مقابل و لتعريف العالم عن قوة العرب الخارقة.
كان للمرحوم البطل عجائب كثيرة يعرفها
من عاصره من اهالي دمشق ومنها أنه كان يرفع بيده الواحدة المائة كيلوغرام
ويضربها في الهواء فتعلوا خمسة و عشرون مترا فيرجع و يأخذها بيده مرة
ثانية.
لقد رحل بطلنا بعد ان قضى عمرا مديدا
بلغ الثمانين عاما قضاها في الجهد الرياضي و التربوي بلا كلل او ملل حتى
بعد ان تقاعد و رغم ما اصابه في سنواته الاخيرة من تعب الشيخوخة و اسقام
الجسد.
رحل عنا في العام 1961 في مدينة دمشق
حيث دفن فيها ... رحمه الله حيث ترك لبلده وللبلاد العربية مجد لم يتركه
احد لا في البطولات و لا في الانتصارات العالمية ويعتبر الفقيد الرياضي
الاول و المؤسس الوحيد للرياضة البدنية و المصارعة و الملاكمة في الشرق و
خاصة سوريا.
138
واصل بك
هو واصل بك ابن وجيه بك بن
احمد مؤيد باشا العظم . درس في دمشق وتولى عدة أعمال حكومية وعندما كان
محاسبا لمديرية المعارف في بيروت تبادل الوظائف مع المرحوم جميل بك ابن
مصطفى بك ابن محمد بك الحافظ فإنتقل الى عضوية مجلس التدقيق و التأليف في
وزارة المعارف في الأستانة وعندما تاسس المعهد الطبي في دمشق كلف بوظيفة
محاسب للمعهد المذكور.
139
بديع بك
هو بديع بك بن وجيه بك بن
مؤيد باشا العظم أكمل دراسته في دمشق وتخرج من معهد الحقوق في الأستانه
أراؤه ناضجة بعيد النظر له اطلاع واسع في الامور الاقتصادية و الشؤون
السياسية قضى القسم الأكبر من حياته في مناصب حكومية في جميع العهود فكان
من موظفي ادارة الديون العامة في الأستانة ثم عين مديرا للديون العامة في
ولاية الموصل وبعد إعلان الدستور جئ به مفتشا الى جمرك الأستانة و في أثناء
الحرب العالمية الاولى انتخب نائبا عن دمشق في مجلس النواب العثماني , وفي
الدور الفيصلي عين عضوا في مجلس الشورى ثم وزيرا للمعارف وفي دور الانتداب
الفرنسي تولى وزارتي العدلية و الاقتصاد وفي سنة 1923 انتخب عضوا و
رئيسا للمجلس التمثيلي وله عضوية في المجلس العام للمصرف السوري ولم يخل
المشار اليه من تولي الوظائف العالية في الوزارات ورئاسة الوزراء في عهد
الانتداب الفرنسي و قد انتدب أكثر من مرة للذهاب إلى أوروبا لأجل تدقيق
القوانين و الأطلاع على بعض الأنظمة الإدارية المتبعة لدى الحكومات الغربية
.
148
فائز بك
جاء في كتاب ( شهداء الحرب
العالمية الأولى ) صفحة 96 ما ملخصه: (( هو ابن علي بك ابن أحمد مؤيد باشا
العظم ولد بدمشق سنة 1894 نفي مع والده و شقيقيه عمر و أحمد الى بروسيه في
الأناضول ثم فر مع شقيقيه و اجتازوا القفار و البراري حتى وصلوا إلى غوطة
دمشق فوشى به أحد الجواسيس فقبض عليه وسيق إلى جمال باشا السفاح الذي أمر
بتوقيفه لكي يحيله للمحاكمة. فكر ابن عمه سعد الدين البطل الشهيد بتدبير
خطة لفراره فأرسل له طعاما فيه مخدر شديد وحذره بواسطة الخادم الذي نقل
الطعام اليه أن لا يتناول منه شيئا فرفع الحراس الطعام فأكلوه فناموا
وعندها فتح فائز بك نافذة الغرفة و انتقل إلى شجرة اوكاليبتوس امامها و
انسل فامتطى فرسا أعدها له ابن عمه سعد الدين في الزقاق المجاور وانطلقوا
الى الغوطة حيث وجد اخوته و نفرا من أبناء عمه فذهبوا جميعا عن طريق جبل
الدروز و سافروا إلى الحجاز حيث التحقوا بثورة الملك حسين )) , انتقل
المرحوم إلى جوار ربه سنة 1946 ودفن في بيروت.
158
واثق بك
قال صاحب فتى النيل عنه ما
ملخصه: (( هو واثق بك ابن الشهيد شفيق بك بن احمد مؤيد باشا العظم . درس و
تربى و نشأ في الأستانة وكان من رجال السلك السياسي الخارجي في الدولة
العثمانية. وقد شغل عدة مناصب في هذا السلك كا آخرها منصب سفير الدولة
بالوكالة في مدريد عاصمة أسبانيا و ذلك في اوائل الحرب العالمية الأولى
ولكنه استقال من عمله عندما بلغه تنفيذ حكم الإعدام بوالده ظلما و بدون وجه
حق وبعد هدنة 1918 عاد إلى دمشق حيث شغل عدة مناصب حكومية أهمها مديرية
المصالح العقارية و مديرية البوليس ووزارة الزراعة ثم وزارة الداخلية في
عهد الداماد أحمد نامي بك وحاكمية دمشق الادارية في عهد الشيخ تاج الدين
الحسيني و عين مديرا للبريد و التلغراف في عهد حقي بك العظم في سنة
1932 إلى ان توفاه الله في اليوم الخامس من شهر مايس سنة 1941 .
161
هشام بك
هوابن الشهيد شفيق بك ابن
احمد مؤيد العظم , ولد في الأستانة و نشأ فيها ودرس في مدارسها و منها
المكتب السلطاني في ( به را ) , أبعد مع عائلة والده الشهيد الى بروسيه
أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها ذهب إلى باريس فدرس علم الحقوق وأحرز
شهادة الدكتوراة.
كان رحمه الله على جانب كبير
من الذكاء ذا حافظة قوية , تزوج ابنة السيد أحمد الرفا من أثرياء مصر و
أقام فيها بعد انجاز دراسته فإشتغل بالمحاماة و أصابته الحمى الأسبانية وهو
في سن الثلاثين من عمره فتوفي مأسوفا على أخلاقه الرضيه و ذكائه النادر و
شمائله رحمه الله.
186
محمد حمدي باشا
هو حمدي باشا ابن محمد بك
الحافظ ابن عبد الله باشا العظم , قال صاحب فتى النيل عنه ما يلي : (( نزح
إلى مصر في أول عمره و تثقف في مدارسها وكان ذلك في أواخر عهد الخديوي
اسماعيل فضمه إلى رجال حاشيته و اصطفاه الخديوي توفيق أيضا من بعده وولاه
مناصب عديدة ورقاه حتى جعله مديرا عاما للأوقاف المصرية وفي زمن مديرية
حمدي باشا العظم أنشيء سوق الخضر بالعتبة الخضراء , توفي في مصر سنة 1888 م
ودفن في مدفنه الخاص في الإمام الشافعي .
268
نزيه بك
هو نزيه بك ابن تقي بك ابن
عبد القادر بك المؤيد , درس في الجامعة الأمريكية في بيروت وأحرز رتبة
بكالوريوس علوم في سنة 1913 وفي سنة 1914 كان يدرس الطب فدعي إلى الخدمة
العسكرية عقب إعلان الحرب العالمية الأولى وأدخل في مدرسة الخدمة المقصورة
في دمشق فتخرج منها برتبة وكيل ضابط إحتياط وسيق بعدها إلى جبهة الحرب في
فلسطين و بالنظر إلى أعمال البطولة التي قام بها هناك ترقى في مدة قصيرة
إلى رتبة ملازم أول , ولما أعدم جمال باشا السفاح عمه المرحوم شفيق بك
المؤيد وأبعد والده تقي بك مع من أبعدهم من أبناء الأسرة و غيرها من أسر
الشهداء عن البلاد بلغ نزيه بك الخبر ففر من الجيش التركي و التحق بالجيش
البريطاني ومنه انتقل إلى جيش الثورة العربية في العقبة وعقب ذلك انخرط
بعصابات المتطوعين العرب برتبة قائد ولم ينفك من الخدمة الوطنية إلا بعد
دخول الجيش العربي إلى دمشق .
وقد اشترك في جميع الحركات
الثورية في سوريا ولاسيما في ثورة 1925 م إذ كان من كبار قوادها , وبعد أن
خاض نزيه بك الكثير من مواقع ثورة 1925 المروعة ضد الفرنسيين فر إلى مصر
بسبب حكم الإعدام الذي أصدره الفرنسيون بحقه ومن هناك ذهب إلى اليمن وزار
سد مأرب فكان أول رحالة أخذ صور عديدة عنه و كتب تاريخا مطولا ووصفا شاملا
له ولما يحيط به من الأماكن الأثرية في سبأ و حمير وألف كتابا عن هذه
الرحلة عقب عودته من تلك البلاد .كانت اولى رحلاته الى اليمن برفقة
المستشرق الأمريكي الشهير شارلسن كراين وبينما هو يمر في إحدى النواحي في
جزيرة بريم شاهد عددا من العمال يحفرون الآبار و عندما يصلون إلى عمق معين
يشمون رائحة التراب في قعرها ثم يردمونها فإشتبه بالأمر وأخذ حفنة من تراب
إحدى الآبار فشمها فإذا برائحة البترول تملأ أنفه و استقصى الخبر فعلم ان
الانكليز هم الذين يقومون بهذا العمل فتحقق لديه أنهم يتحرون البترول في
جزيرة العرب فأخبر المستر كراين بذلك وهذا بدوره أخبر الإمام يحيى و الملك
ابن سعود بالأمر حينما التقى بهما ثم اتفق معهما على أن يرسل بعثة من
المهندسين الفنيين من قبله وعلى نفقته الخاصة لتحري البترول فوافقاه على
ذلك.
و بالفعل أرسل المستر كراين
البعثة عام 1928 و رافقها نزيه بك مندوبا من قبله في اليمن فإكتشفت البعثة
البترول في مملحة الصليف بالقرب من الحديدة وعلى أثر ذلك طلبت بعض الشركات
الأجنبية منحها امتيازا بإستخراج البترول و المعادن في اليمن ولكن الإمام
يحيى رفض هذا الطلب عملا بنصيحة صديقه المستر كراين الذي أوصاه بأن لا يمنح
الشركات الأجنبية امتيازا ما في بلاده لأن ذلك يسبب له الكثير من المتاعب
بل الأخطار في المستقبل فذهب المهندسون الى ابن السعود في نجد فمنحهم
الإمتيازات التي طلبوها وكان ذلك طليعة لبروز شركة الآرامكو في جزيرة
العرب.
333
فريد بك
هو فريد بك ابن عبد القادر
بك و جده الأعلى إسماعيل ابن ابراهيم باشا , هو كإسمه فريد عصره ابن
الاكارم و منبع المكارم صاحب الأخلاق الحميده و الصفات العالية المجيدة و
ارث المجد كابرا عن كابر.
درس في بلده ( حماة ) درسا
عاديا تعلم فيه القراءة و الكتابة ولكنه فاق بعقليته و اريحيته كبار
المتعلمين فكان في محيطه مرجع الوجهاء و ملجأ الفقراء يقصده الخاص و العام
فلا يرد طلبا لأحد ولايوصد بابا في وجه انسان يقابل الصغار كما يقابل
الكبار , أديب أريب ذو وجه باش , شهم كريم ,خادم لأمته ولما قامت الثورة
على الفرنسيين في حماة عام 1945 اغلقت المتاجر في البلدة فعاش الناس مدة
خمسة عشر يوما او أكثر ضيوفا عليه , فكان يذبح عشرات الذبائح يوميا و يطبخ
عشرات الأكياس من الأرز في داره بحماه و في القرى التابعة لها وقد كلفته
هذه الأزمة بما أنفقه من ثمن طعام وذخائر و سلاح وعتاد ما لا يقل عن 200
ألف ليرة كما ذكر أحد الذين عاصروه في ذلك الوقت و حينما قامت الحرب في
فلسطين جند لها فريد بك 200 مسلح و أرسلهم على نفقته الخاصة , هكذا كانت
سيرته يواسي الفقراء و يغمرهم بالإحسان ويقوم بما يجب عليه نحو وطنه عند
اشتداد الأزمات , توفي رحمه الله في حماه 28 تشرين الثاني 1952 م
.
343
أسعد باشا
هو أسعد باشا ابن عبد الله
باشا و ينتهي نسبه إلى فارس بك ابن ابراهيم باشا , قال السيد أديب تقي
الدين في كتابه ( منتخبات لتواريخ دمشق ) ما يلي : (( ومن مشاهير أولاد عبد
الله بك أسعد باشا الصغير وقد أعقب ذرية كبيرة )) , كان رحمه الله تقيا
نقيا شديد الورع مواظبا على القيام بواجباته الدينية على الوجه الأكمل يؤدي
صلواته حينما يكون في دمشق في الجامع الأموي غالبا , كان قليل الإختلاط
بالناس و خاصة برجال الحكومة وله رفاق معدودون يتبادل معهم الزيارات.
كان زاهدا بشؤون الرتب و
المناصب التي يهتم بها الكثير من أبناء العائلات البارز في دمشق و إذا كانت
الباشاوية قد أدركته فقد أتته منقادة تجرجر أذيالها على غير علم منه أو
اكتراث وانما جاءته تقديرا لصفاته , وكان يتعاطى الأمور الزراعية فأنشأ
مزرعتين الأولى في قرية مسرابا التابعة لدوما و الثانية في دوما نفسها و
بجهوده الشخصية .
توفي عن عمر ناهز الخامسة و
التسعين بعد الهدنة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى سنة 1919 ميلادية ,
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته.
374
جميل بك
هو جميل بك ابن مصطفى بك
العظم و ينتهي نسبه الى فارس بك ابن ابراهيم باشا , كتب عنه السيد أدهم
الجندي في الجزء الثاني من كتابه ( أعلام الأدب و الفن ) صفحة ( 123-124 )
و توسع في سرد معلوماته ومنها ما يلي : (( نشأ في بيئة الهم فيها الرشد
صبيا و تلقى العلم في المدارس الحكومية ولازم حلقات العلماء في عصره و أخذ
من العلوم العربية و آدابها نصيبا وافرا وكان ذكيا نجيبا محبا للعلم و
المطالعة , عالما و أديبا و شاعرا , تولى رياسة كتاب مديرية المعارف في
دمشق ثم فصل عنها فذهب إلى الأستانة حوالي العام 1900 وعين عضوا في مجلس
المعارف , ثم تبادل الوظائف مع ابن عمه واصل بك المؤيد العظم حيث أصبح
محاسبا للمعارف في ولاية بيروت.
سافر أثناء الحرب العالمية
الأولى إلى مصر و اشتغل مع الزعيم السياسي رفيق بك العظم و ابن عمه حقي بك
العظم في طلب الإستقلال الإداري للبلاد العربية و بعد زوال العهد التركي
عاد إلى بيروت ومنها إلى دمشق )).
ثم نشر الأستاذ الجندي قصيدة
طويلة لجميل بك في رثاء الشيج مصطفى نجا في بيروت قيل أنه إرتجلها يوم
وفاته مطلعها :
بكيت دما من بعد ما نفد
الدمع وصم لنعي قد سمعت به
السمع
ومنها :
سأبكيه لا أبقي من الدمع
قطرة وان دمي حسبي اذا نفد الدمع
ومنها :
فيا راحلا لم يبق لي بعده أخ
ولا طلل آوى اليه ولا ربع
تساوى لدي الخير و الشر بعده
فسيان عندي الضر بعدك و النفع
ومضى السيد الجندي يقول :
((كان جميل بك ذا خط حسن , يجيد الكتابة بالثلث و النسخ و الرقعة وجميع
الخطوط أخذ قواعدها من أشهر الخطاطين بدمشق , في سنة 1920 انتخب عضوا في
المجمع العلمي ثم توفي سنة 1923 ميلادية )) رحمه الله .
382
محمود بك
قال الأديب السيد ادهم
الجندي في الصفحة ( 187 ) من الجزء الأول من كتابه أعلام الأدب و الفن ما
ملخصه : (( هو محمود ابن خليل بن أحمد بن عبد الله باشا العظم , وهذه
الأسرة العريقة في المجد و الشرف قد أنجبت أفذاذ الرجال من وزراء وولاة و
قادة وحكام و شعراء وكتاب و مؤرخين , اشتهروا بفضائلهم و تسنموا مراقي
المعالي بسيوفهم المرهفة فوطئوا هامة الدهر , فاصطفاهم فكانوا غرة في جبينه
ازدانت بهم الأيام و الليالي )) ... الى ان ينتهي الى قوله : (( و المترجم
المرحوم هو من هذا النوع النادر من أبناء هذه الأسرة )).
ولد سنة 1832ميلادية ونشأ في
مهد الفضائل و الكمالات وهو نجل السراة الصناديد جامعا لطارف مجده وتالده ,
درس على يد علماء زمانه في دمشق ولازمهم , فكان فاضلا محبا للعلماء , مكرما
للأدباء و الشعراء وكان غنيا حاتمي المشرب كثير المبرات.
كان حسن المعاشرة , جميل
المذاكرة كثير الإبتسام , عذب الكلام له مؤلفات كثيرة منها البحر الزاخر و
الروض الباهر في التصوف وله رسائل الأشواق في وسائل العشاق في الأدب تتألف
من ثلاث مجلدات وله عدة دوواين شعرية جامعة لأنواع الشعر و فنونه ومن شعره
في الفخر و الحماسة :
سل الخطار و البتار عني
وسل جود السحائب عن سخائي
ظمئت فما شربت الماء صرفا
ولا أدليت دلوي في الدلاء
أأشرب و الزلال يخاض فيه
ومن نهر المجرة كان مائي
وأني سوف ابتكر المعالي
و أبلغ من نهايتها بنائي
ولي نفس الملوك بجسم عبد
تنزه ان يزل له تراثي
كان رحمه الله آية في الجمال
ذا هيبة ووقار مدحه الشاعر الهلالي وكان معاصرا له بموشح من أبدع الموشحات
, وفي سنة 1876 ميلادية توفاه الله عن عمر ناهز الأربعين فشق على الناس
نعيه لوفاته في حياة والده , و أعقب ولدين هما عثمان بك و رفيق بك العظم.
626
عبد الرحمن بك
هو عبد الرحمن بك ابن فريد
بك العظم وجيه حماة وزعيمها الأوحد , درس العلوم في المدرسة اليسوعية في
بيروت وبعد انتهاء دراسته دخل الجامعة الاميركية حيث نال شهادة البكالوريا
ثم انتقل الى الكلية اليسوعية فدرس الحقوق ثم انتخب نائبا عن حماة وتولى
وزارة المالية و انتقل منها الى غيرها من الوزارات وفي سنة 1955 م عين
سفيرا لسوريا بمصر و بقي فيها الى ان تمت الوحدة بين مصر و سوريا وفي عام
1958 عين سفيرا للجمهورية العربية المتحدة في مدريد , فهو ذكي , ممتاز ,
دمث الأخلاق , حلو المعشر طاهر الذيل عف اللسان.
662
محمد فوزي باشا
هو محمد فوزي باشا ابن علي
باشا العظم و ينتهي نسبه عند فارس بك ابن ابراهيم باشا الجد الأعلى للأسرة.
قال عنه صاحب فتى النيل ما
يلي : (( درس في مدارس دمشق العثمانية وعين مديرا لرسائل مجلس ادارة سوريا
في عهد الوالي حمدي باشا )).
وقال عنه السيد أديب تقي
الدين في كتابه ( منتخبات لتواريخ دمشق ) صفحة 947 ما ملخصه : (( تولى محمد
فوزي باشا بادئ أمره نظارة النفوس بدمشق ثم رياسة بلديتها ثم انتخب عضوا
لمجلس ادارة الولاية , و أخيرا تولى مديرية الأشغال العامة في السكة
الحجازية و بعد ذلك انتخب عضوا في مجلس النواب العثماني و تقلد وزارة
الأوقاف العامة في المملكة العثمانية)).
ثم يعود صاحب فتى النيل
فيقول : (( تقلب محمد فوزي باشا في عد مناصب أهمها وزارة الأوقاف العثمانية
في سنة 1911 و النيابة عن دمشق في المجلس النيابي العثماني في سنة 1916 و
توفي سنة 1920 وكان محمد فوزي باشا ذا مكانة عظيمة في دمشق وصاحب كلمة
نافذة فيها)).
675
عبد القادر بك
ننقل هنا ما جاء في الصفحة (
79 ) من كتاب أعلام العرب في السياسة و الأدب الجزء الثاني للأديب السيد
فائز سلامة قال (( هل يعلم الناس من هذا الذي يغرس في حقله المبارك شبابا
ناهضا و علما مفيدا و خيرا جزيلا ؟ هل يدرون من هذا الذي يزرع في الصدور
بذور الثقافة العالية و ينشر علم الحقوق في ربوع الشام و سائر الأقطار
العربية ؟من يكون يا ترى هذا الرجل الذي محا بشماله اللوح القديم ثم كتب
بيمينه رسالة الأنسانية في اللوح الجديد , فبنى فينا أمة جديدة حية , و
أنشأ لنا أنفسا و عقولا صحيحة راجحة؟ , أين هذا الرجل الكريم و من يكون و
كيف يصنع الرجال في – معمله – وفي أي مكان نبتت الأخلاق الكريمة في دمشق ؟
, لعمر الحق أن غوطة الفيحاء اذا غالت ببرها و ثمارها من تفاح و أعناب و
وزيتون فإن موازين هذا الانسان ترجح عليها و تزيد فلا يعادل بصاعه صاع ,
ولا يوازي بمكياله مكيال , لأن انتاج العلم و الأدب خير من انتاج الفضة و
الذهب.
ألا أن ذاك المكان إذا جهلوه
ليس سوى معهد الحقوق العربي و ذلك الرجل اذا انكروه ليس الا حارس جنانه
الرئيس المحبوب السيد عبد القادر العظم )).
وبعد أن يجول الأديب فائز
سلامة في هذا الحديث جولات طويلة على هذا النسق يعود فيقول : (( ومن خصائصه
المعروفة أنه ماهر , حاذق , خبير في تصريف الأمور الإدارية , يحترم النظام
الموضوع فيقيمه على نفسه أولا قبل أن يعمل به رجال معيته فاذا هو لهم مثال
صالح وراع غيور وقدوة شريفة في الأقوال و الأعمال )).
ثم يوالي الحديث الى أن يقول
: (( ومن خواصه أيضا أنه قريب من الناس بعيد عنهم فما نقلت عنه الألسن كلمة
سوء ولاخبر شر , وما كان باعث فتنة و لا موقظ ضغينة , ولا أخذت عوامل البطر
مآخذا بنعمة الغنى و الجاه الرفيع من تالد وطارف فهو من آل العظم أوفر
العوائل السورية رجالا و أجزلهم مالا و أرفعها عمادا طالما وقف الدهر على
أبواب ديارهم العامرة خاضعا صاغرا فما تحول عن مغانيهم جيلا بعد جيل فجاؤوا
كابرا عن كابر كاللؤلؤ النضيد في السلك الثمين )).
وجاء في آخر مقاله الذي بلغ
ستة صفحات و نصف الصفحة العبارة التالية : (( نبيل كريم , انصرف عن ممارسة
الشؤون السياسية السلبية بالإيجابية , فأنجب من معهد الحقوق رجالا أماثل هم
اليوم قادة الرأي العام و عنوان فخر الأمة السورية خاصة و مثال النبوغ
العربي و حاملو لواء الاخاء البشري في مشارق الأرض و مغاربها )).
وقال صاحب فتى النيل ما
ملخصه : (( عبد القادر العظم ابن أسعد باشا الصغير من خريجي المكتب الملكي
في الأستانة ومن كبار رجال الادارة و السياسة و العلم في الأدوار الثلاثة
العثمانية و العربية و الفرنسية و قد تولى مناصب كبيرة أهمها قائمقاميات
مختلفة و متصرفية ( محافظة ) حماة ومديرية معهد الحقوق في دمشق ووزارة
المالية في عهد الداماد احمد نامي بك و أخيرا رياسة الجامعة السورية و
رئاسة مجلس الشورى بفرعيه القانوني و القضائي و مفوضية الحكومة السورية لدى
شركة حصر الدخان في سوريا و لبنان , و عبد القادر بك رجل مخلص جدا في عمله
, بعيد النظر , ناضج الرأي , رزين , وقور يميل الى قلة الكلام مع كثرة
العمل , محبوب من جميع طبقات الأهالي )).
741
عثمان بك
هو عثمان بك ابن محمود بك
العظم و ينتهي نسبه عند فارس بك ابن ابراهيم باشا .
قال عنه صاحب فتى النيل ما
ملخصه : (( هو من مؤسسي جمعية اللا مركزية بمصر و اشترك في جميع حركاتها
الإصلاحية لذلك قبض عليه جمال باشا السفاح وساقه الى المحكمة العسكرية في
عاليه بتهمة التآمر على الدولة و لكن المحكمة العسكرية لم تجد أقل دليل
يبرر الحكم عليه فإكتفت بإبعاده إلى أقاصي الأناضول )). و عثمان بك شهم
كريم عفيف مستقيم من أهل الفضل و الكمال لم يدنس كرامته سوء و لم يمسس
سمعته أقل شائبة , تقي نقي صالح , توفي في دمشق عقب الثورة السورية ضد
الفرنسيين سنة 1925 ميلادية.
742
رفيق بك
هو عثمان بك ابن محمود بك
العظم , من أعاظم الرجال الذين قل أن يجود بأمثالهم الزمان , وملأت ترجمته
أشهر الصحف و المجلات العصرية و الكتب التاريخية و الأدبية ولكن سنكتفي هنا
بنقل بعض الفقرات التي وردت عنه في مجلة التمدن الاسلامي في الأجزاء (من 25
الى 28) من المجلد 26 صفحة 582 في مقال للأستاذ الشيخ سعيد الباني المرحوم
أوجز فيه بعد مقدمة طويلة ما يأتي (( لم يكن رفيق بك عظاميا فحسب بل هو من
خيار العظاميين وقادة جيوش العصاميين جمع بين نبل الأرستقراطية الشريفة
وحرية الديموقراطية النزيهة اذ انتقت فطرته السليمة خيرة الخصال التي ازدان
بها العظاميون و العصاميون , فهو مع شممه و ابائه وعلو جانبه وطهارة يده
خال من الغطرسة و الفخفخة الفارغة التي سلم منها الأماجد و أصيب بمرضها
الساري المتجمدون بأنسابهم أو برتبهم وهم عاطلون من المجد الذي أحرزه
فقيدنا فلم يكن رفيق بك ليأبى مماشاة كل ساع للخير, عامل في سبيل الإصلاح
العام . وقد لقي من العنت و المصاعب ما يلقاه العصاميون فصبر صبر الكرام .
فبهذا وما جبل عليه من الحلم و الكرم و الإيثار و الغيرة والشجاعة الأدبية
ورقة الشمائل و مضاء العزيمة ومفاداته بمنافعه الخاصة في سبيل اصلاح قومه
العامة , مع فرط وطنيته و انسانيته يعتبر من أقطاب الأخلاقيين و أرباب
المبادئ السامية الشريفة و قليل ما هم )).
وقال ايضا في الصفحة 584 ما
نصه (( لئن حرم البعيدون عن رفيق بك من محادثته العلميه فهذه مؤلفاته
القيمة شاهدة بعلمه و أدبه وهي كثيرة , غزيرة أذكر مما أطلعت عليه منها:
1-
كتاب
الدروس الحكمية ورسالته في بيان كيفية انتشار الأديان ( طبع عام 1314 هــ)
2-
كتاب تنبيه
الأفهام الى مطالب الحياة الاجتماعية و الاسلام (طبع عام 1318 هـ 1900م)
3-
كتاب
الجامعة الاسلامية و اوروبا (طبع عام 1325 هــ1908 م)
4-
تاريخ أشهر
مشاهير الاسلام و طبع منه اربعة أجزاء و هو أجزل مصنفاته و أغزرها مادة و
أوسعها انتشارا.
وقد ناقش الاستاذ الباني هذه
الكتب مناقشة طويلة و حللها تحليلا و افرا وهي حرية بالمطالعة
ثم عاد الأستاذ الباني يقول
(( كان رفيق بك من كبار الأحرار الناقمين على استبداد السلطان عبد الحميد
التائقين الى إعلان القانون الأساسي فجاهد في ذلك جهاد الأبطال ولقي من
العنت و تجشم المصاعب ما يلقاه طلاب الإصلاح , فلما أعلن القانون الأساسي
سنة 1908 أم الفقيد دمشق آملا بالتفاهم مع الاتحاديين ولكنه يئس مما لاقاه
منهم فعاد الى مصر و أسس مع رفاقه حزب اللامركزية العثمانية ولم يكن رحمه
الله من القائلين بالإنفصال عن الدولة وقد صرح غير مرة بذلك ولكن
الاتحاديين اتهموه بالسعي وراء الانفصال وحكموا عليه بالقتل بمحاكمة بربرية
حكما غيابيا صادرا من محكمة عاليه التي لاهم لها سوى الانقياد لرغائب جمال
باشا ولما لم يتمكنوا من تنفيذ حكم الإعدام عليه تشفوا بالإنتقام من أخيه
الأكبر عثمان بك فسجنوه في عاليه و حاكموه و اتهموه ولما لم يثبت عليه شيئ
ابعدوه مع عائلته إلى أقاصي الأناضول ))
ثم أفاض الأستاذ الباني في
وصف السياسة التي سار عليها الأتحاديون و ايغالهم بالبطش و الإرهاق و سفك
الدماء و ما اتخذه رفيق بك من الإجراءات حيال ذلك ثم ذكر الإتفاق الذي تم
بين الحسين بن علي وبين الحلفاء وما جرى بعده من احتلال سوريا و فلسطين و
اعلان ملكية فيصل بن الحسين ثم غدر الحلفاء و اكتساحهم لهذين القطرين مما
أدى لقناعة صاحب الترجمة رفيق بك بأن العهود عبارة عن قصاصة ورق و أن
الوعود وعود عرقوب فتخلل قلبه اليأس وخصوصا بعد أن خانته صحته وتمكن المرض
من جسمه فإعتزل السياسة ولزم الانزواء حتى توفاه الله في مصر بتاريخ 1924 م
مأسوفا على علمه و فضله و نبالته و جهوده و كريم محتده.
أما صاحب فتى النيل فقد أتى
على ذكر الكثير من فضائل رفيق بك و أعماله السياسية و العلمية و عدد
مؤلفاته القيمة كما وأن الأديب السيد أدهم الجندي سجل في الصفحات 191-193
من الجزء الأول من كتابه أعلام الأدب و الفن و أسهب في بيان مؤلفاته و
كمالاته التي عز نظيرها في هذا العصر وذكر أنه توفي في يوم عرفه فسلام عليه
يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا.
1157
خالد بك
هو خالد بك ابن محمد فوزي
باشا العظم و ينتهي نسبه الى فارس بك ابن ابراهيم باشا ولد في دمشق بتاريخ
15 شعبان سنة 1321 هـ 8 تشرين الثاني سنة 1903 م درس على يد اساتذة
خصوصيين ثم التحق بالجامعة السورية ونال شهادة الحقوق سنة 1922 م.
زاول
الأعمال الزراعية و انتخب عضوا بالغرفة الزراعية ثم عضوا بالمجلس البلدي و
أسهم في تأسيس شركة الشمينتو ( الأسمنت ) و انتخب عضوا في مجلس ادارتها ثم
مديرا عاما لها , تنقل في العديد من الأعمال و اشترك بها حتى انتخب رئيسا
لغرفة الصناعة .
بدأ عمله السياسي يإحرازه
وزارتي العدل و الخارجية في سنة 1939 م و استقال مع زملائه من أعضاء
الوزارة بسبب اختلافتهم مع المفوض السامي الفرنسي على تنفيذ المعاهدة
المعقودة عام1936 م.
أسندت إليه رئاسة الحكومة
السورية في أوائل عام 1941 م فجنب البلاد مصائب القتال الذي كان سيحدث في
شوارع دمشق بسبب احتلالها من قبل الجيوش البريطانية و الديغولية و استعاد
الذهب السوري الذي كانت السلطات الفرنسية قد نقلته الى لبنان و أخيرا قدم
استقالته لعدم اجابة طلبه بإعادة الحياة الدستورية الى البلاد السورية.
انتخب نائبا عن دمشق سنة
1943 وتولى وزار المالية و اعقبها وزارات مختلفة قام في أثنائها بأعمال
وطنية حفظت لسوريا مصالحها الجمركية و استقلال عملتها النقدية.
وفي سنة 1946 م تولى وزارة
العدل فعقد مع الحكومة البريطانية اتفاقا تنازلت فيه هذه الحكومة عن
الامتيازات الأجنبية التي كانت سائدة منذ العهد العثماني فألغيت المحاكم
المختلطة و أصبح القضاء السوري مستقلا وبدأ بإنشاء القصر العدلي بدمشق .
وفي سنة 1947 م عين وزيرا
مفوضا لسوريا في باريس و اشترك مع مندوبي لبنان و فرنسا بالمباحثات الدائرة
في باريس لأجل اتفاقية ضمان النقد السوري فرفض المشروع الفرنسي وبذل من
الجهود ما مكنه من تكييف الشروط لمصلحة سوريا و اخضاع الشركات الفرنسية
للتشريع السوري وبذلك تيسر لسوريا أن تستلم مصلحة اصدار نقدها و انشاء
البنك المركزي الخاص بها.
وفي أثناء وجوده في باريس
قام بأعمال كبيرة فمثل بلاده في مجلس الأمن و الهيئة العامة لمنظمة الأمم
وتمكن من شراء السلاح و العتاد للجيش السوري المحارب في فلسطين وغير ذلك ,
ثم استدعي الى دمشق وعهد اليه بتأليف الوزارة في أواخر سنة 1947 م فإستمر
في رئاسة الوزارة إلى أن قام حسني الزعيم يأول إنقلاب عسكري في سوريا اطاح
بالأوضاع القائمة فسجن ثم افرج عنه فظل معتكفا في داره حتى قتل الزعيم و
قتل سامي الحناوي بعده و استلم الرئيس هاشم بك الأتاسي الرئاسة فإنتدب خالد
بك لوزارة المالية حيث تم شراء شركة حصر الدخان و تأميمها.
وفي سنة 1949 م ألف الوزارة
وفي عهدها أسست شركة مرفأ اللاذقية و بوشر بإنشائه و أعلن الأنفصال الجمركي
و الأقتصادي عن لبنان و بدئ بوضع السياسة الإقنصادية المتحررة التي إزدهرت
بفضلها اقتصاديات سوريا في الزراعة و الصناعة و التجارة.
وفي سنة 1954 م انتخب نائبا
عن دمشق و اشترك بالوزارة فكان وزيرا للخارجية وقام بأعمال عديدة ثم سافر
الى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة فألقى خطابا في منظمة الأمم أيد فيه
حقوق العرب في الجزائر وزار المهاجرين العرب المفيمين في تلك البلاد وبعد
رجوعه الى دمشق أصر عليه زملائه النواب و سواهم بترشيح نفسه لرئاسة
الجمهورية ففعل ولكن لم يكتب له النجاح.
وفي مطلع عام 1957 م سمي
وزيرا للدولة ووكيلا لوزارة الدفاع الوطني وقام بجملة من الأعمال ما يستدعي
انعاش الحياة الإقتصادية في البلاد و توفي الى رحمة الله في العام
1965
خلاصة القول أن خالد بك كان
رجل دولة قل من يضاهيه بأعماله الإدارية و الإقتصادية وهو ذو شخصية بارزة
في هذا الشأن حري برجال الحكم أن يتخذوه قدوة لهم في الأعمال الإدارية وهو
في شخصيته عاقل , عالم , ذكي , سديد الرأي , نزيه , رحمه الله و اسكنه فسيح
جنانه.
1177
محمود بك
هو محمود بك بن عبد الله بك
ابن أسعد باشا الصغير ولد في دمشق عام 1901 مووكان والده من أهل التقى و
الصلاح محبا للعلماء و الفضلاء يعاشرهم و يجالسهم فتمنى أن ينشأ ولده نشأه
صالحة فأدخله في المدرسة العثمانية الكاملية التي كان يتوسم بصاحبها
الأستاذ المرحوم الشيخ كامل القصاب الفضل و العلم فواظب صاحب الترجمة على
هذه المدرسة بضع سنين أحرز خلالها شهادة إكمال الدراسة الثانوية ومع ذلك لم
ينقطع عن التردد على الأستاذ القصاب و مطارحته المواضيع الأدبية و الشعرية
مدة غير قصيرة.
وفي عام 1921 م بعد جلاء
الأتراك عن هذه البلاد وقيام الحكومة العربية التي كانت تحتاج موظفين
يتقنون هذه اللغة إختاره حفي بك العظم الذي كان حاكما لدولة دمشق في ذلك
العهد منشئا في ديوان الحاكمية, ولما كان صاحب الترجمة ( محمود بك ) كامل
العقل و الإدراك منذ نشأته , وحسن التصرف بشؤون الإدارة لم تمض عليه غير
برهة وجيزة حتى فاق أقرانه و أحرز مناصب عالية حيث وصل الى وظيفة مفتش
لوزارة الداخلية ثم تولى محافظة دمشق .
وفي عام 1949 رشح نفسه إلى
عضوية المجلس النيابي فأحرزها وقضى أربع سنوات نائبا في هذا المجلس وقد
اسندت إليه وزارة الزراعة في ذلك الحين.
1214
سامي بك
هو سامي بك ابن جميل بك و
ينتهي نسبه إلى فارس بك ابن ابراهيم باشا هو من خريجي مدرسة الحقوق في
الأستانة اشتغل بالسياسة منذ ان كان في تلك المدرسة واشترك في تأسيس
المنتدى الأدبي في العاصمة التركية وهو ناد عربي كان يقيم تحت سقفه جميع
الطلاب العرب في الأستانة على إختلاف بلادهم يؤازرهم كبار الأعيان و الرجال
من العنصر العربي في المملكة العثمانية.
كان سخط الحكومة التركية على
هذا النادي عظيما جدا و أدى في غضون الحرب العالمية الأولى إلى القبض على
كثير من اعضائه السوريين وقد أعدم جمال باشا أكثرهم بأحكام كيفية أصدرتها
محكمة عسكرية تأتمر بأمره.
كان سامي بك من جملة المقبوض
عليهم وكنه نجا من براثن المحكمة لأنها ما استطاعت أن تجد عليه دليلا أو
شبه دليل يشتم منه رائحة التآمر السياسي.
تولى سامي بك مناصب عدلية
عديدة في الدورين العثماني و العربي وكان في الدور الفرنسي معاونا لوزير
العدل وظل في هذا المنصب حتى سنة 1939 اذ نقل عضوا في محكمة التمييز العليا
( النقض) وبقي في وظيفته حتى بلغ السن القانونية فأحيل على التقاعد , و
سامي بك جوهر ثمينة بأخلاقه و مزاياه لبيب أريب عاقل أديب كريم الأخلاق و
الشيم اكتسب شهرة عظيمة بين أقرانه و اخوانه بطيب فطرته و نقاء سيرته و
سريرته.
الفرع الثاني
ليلى بنت
ابراهيم
(ل.ع.)
9
أسعد بك
قال الأديب السيد أدهم
الجندي في الجزء الأول من كتابه أعلام الأدب و الفن صفحة 185 ما يلي (( هو
العالم الأديب الشاعر أسعد بن أحمد بن مصطفى العظم , ولد في المعرة وقد عني
حسين بك جد فريد بك - الثري الحموي المشهور بكرمه الحاتمي – بتربيته
وتعليمه فأخذ العلوم العربية و الشرعية عن العلامة الدباغ أمين الفتوى
بحماة وبرع في العلم حتى فاق أقرانه فكان الدباغ اذا رأى أسعد بك مقبلا
يقول ( أقبل القاموس يمشي )
15
محمد بك
هو محمد بك بن اسعد بك العظم
ولد في حماة سنة 1876 م وتلقى العلوم من علمائها و ادبائها فكان من أعلام
الأدب في حماة وكان مقلاَ ولكنه مبدعا كان يعمل مديرا للرسائل في حماة في
العهدين التركي و العربي ثم انتقل الى حمص و توفي سنة 1357 هـ 1939 م رحمه
الله
50
ابراهيم بك
هو ابراهيم بن طاهر بن احمد
بن اسعد بك العظم ولد في مدينة حماة سنة 1903 م ودرس في مدرستها الثانوية
ثم انتسب الى مدرسة الحقوق في الجامعة السورية ونال الشهادة عام 1930 م
اولع ابراهيم بك بالشعر فحفظ الكثير منه وله جولات في النظم وقد سرد السيد
ادهم الحندي في كتابه أعلام الادب و الفن الكثير عن ابراهيم بك وقال بأنه
كان يحفظ ديوان المتنبي و ديوان الحماسة بكاملهما , تقلد الوظائف العدلية
حقبة من الزمن ولكن لم يطل به الأمر فقضى وهو في ريعان شبابه فجأة مأسوفا
على علمه و فضله وتهذيبه و أخلاقه الكريمة و كمالاته الرفيعة رحمه الله .
الفرع الثالث
خديجة بنت
نصوح
(خ.ع.)
63
حقي بك
هو حقي بك بن عبد القادر بك
العظم تعلم في المدارس العثمانية ثم في مدرسة الأباء العازاريين الفرنسية
في دمشق , بدأ خدماته بوظيفة في دائر الدفتر الخاقاني ( المصالح العقارية )
في دمشق ثم في الأستانة ثم نقل إلى الجمرك ومن هناك رحل الى مصر حيث عين
بوظيفة في وزارة المعارف وفي سنة 1909 عين مفتشا في وزارة الأوقاف
العثمانية وكان فيما مضى يناصر جمعية الأتحاد و الترقي ولما رأى اعوجاج
سياسة هذه الجمعية انسحب منها و استقال من منصبه و عاد الى مصر . وحقي بك
من مؤسسي جمعية اللامركزية بمصر و حزب الإصلاح في سوريا , وقد حكمت عليه
محكمة جمال باشا العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى بالموت ولم ينقذه من
هذا الحكم إلا وجوده في مصر.
لما وضعت الحرب اوزارها عاد
إلى سوريا بعد احتلالها من قبل الجيش الفرنسي فعين رئيسا لمجلس الشورى ثم
حاكما عاما لسوريا , و في سنة 1925 اعيد الى رئاسة الشورى وفي سنة 1932 عين
رئيسا للوزارة وفي سنة 1934 اعيد الى مجلس الشورى للمرة الثالثة ثم احيل
الى التقاعد في سنة 1938 فذهب الى مصر للقيام بواجب وظيفته كمتولي على وقف
بني العظم في مصر التي وجهت اليه ثم توفي في مطلع سنة 1955 وكان رحمه الله
يمتاز بأخلاقه و نزاهته و اخلاصه و محبته لأصدقاءه.
198
نادر بك
هو نادربك بن خالد بك بن
محمد نصوح بن أحمد مؤيد باشا العظم و يعود نسبه الى اسماعيل باشا بن
ابراهيم باشا ولد في حماة و نشأ فيها درس في المدارس العثمانية في حماة و
دمشق ثم انتظم في سلك القضاء وتدرج حتى وصل الى رئيس محكمة الاسئناف , كان
رحمه الله من رجال الأسرة البارزين ذا مكانة عالية يتمتع بشخصية مهيبة جميل
الطلعة يكره الكذب محبا لأسرته غيورا عليها فخورا بها سعى جاهدا لجمعها و
ربطها.
كان من أوائل الذين بحثوا و
كتبوا عن أصول الأسرة و نسبها و سجل تراجم لبعض رجالها العظام ودون أسماء
أفرادها من جدها ابراهيم باشا لغاية عام 1935 م و رسم لكل فرع من فروعها
شجرة أتبع فيها كل جد بأحفاده.
وفي العام 1934 قام بإعداد و
تنظيم صورتين رائعتين فوتوغرافيتين الأولى لنصوح باشا و ابنه أحمد مؤيد
باشا و أحفاده و أولاد أحفاده على شكل شجرة و الثانية لنصوح باشا و ابنه
أحمد مؤيد باشا و أحفاده الأثني عشر
وفي العام 1943 نظم شجرة
للأسرة العظمية من جدها ابراهيم باشا حتى الدرجة السادسة من الأحفاد تجدها
في أكثر بيوت العائلة , توفي عام 1952 ودفن بجانب و الده رحمه الله و
اسكنه فسيح جنانه
570
نزار بك
هو نزار بن رافق بك بن جميل
بك بن هاشم بك بن أحمد مؤيد باشا العظم و يعود بنسبه الى اسماعيل باشا بن
ابراهيم باشا ولد في حماه عام 1928 م و نشأ فيها و تعلم في مدارسها كان
رحمه الله أديبا بالفطرة زاد في ثقافته ونماها بمعين لا ينضب من المطالعة
في مناهل العلم و الأدب الرفيع , ذا قلم سيال غزير الانتاج تناول في
كتاباته الكثير و العديد من المواضيع المختلفة
·
سلاسل الماضي – رواية - ( 1964)
·
ستة
عشر عاما و أكثر – مجموعة قصصية – (1965)
·
الأصابع الصغيرة تنمو في الظلام – مجموعة قصصية – (1985)
·
أكثر من 120 مسلسلا اذاعيا و برامج منوعة ثقافية و أدبية اذيعت من محطات
عربية واذاعة لندن من هام 1965-1989 .
·
أكثر من 42 مسلسلا تلفزيونيا دراميا و تاريخيا باللهجة البدوية الدارجة
·
دراسات و أبحاث و ريبورتاجات و مقالات لا حصر لها نشرت في صحف و مجلات
عربية أهمها ( الاسبوع العربي – جيش الشعب – المضحك و المبكي – الدنيا –
الجمهور – الحسناء – الدوحة – النهضة – جريدة الأيام و النصر و العلم و
الدستور و الراية و البعث ... )
عاش نزار مكافحا عفيفا و مجاهدا شريفا فقد عمل مدرسا ومديرا في عدة مدارس
في أنحاء مختلفة من سوريا ومديرا لمكتب الصحافة في السفارة السعودية في
دمشق ومستشارا اعلاميا و مراقبا للنصوص في كل من تلفزيون المغرب و الأردن و
قطر وفي دار طلاس السورية و محررا في الجريدة السياسية بدمشق حتى عام 1989
م , اثقل المرحوم نفسه بما ألزمها حتى سقط صريع المرض , توفي يوم 3 كانون
الثاني من عام 1989 رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
|