مكتبة الصور بطل عظيم صفحات من التاريخ شجرة العائلة أصول الأسرة لم هذا الموقع
اتصل بنا دفتر الزوار مواقع مهمة إحصائيات أنسباء شخصيات

 

 

أصول الأسرة العظمية

 

 

لاشك في أن الباحثين في أصل أسرة العظم التي حكمت في بلاد الشام زهاء قرن من الزمن بين عامي 1720–1807 تقريباً قد وجدوا صعوبة كبيرة في التعرف إلى أصول هذه الأسرة التي تمتد جذورها إلى قرون طويلة , منهم من قال إنها أسرة عربية و آخرون قالوا إنها تركية الأصل من عشائر قونيه , ومرد هذه الاختلافات قلة المصادر و المعلومات في الفترات التاريخية السابقة وخاصة أثناء حكم المماليك و الدولة العثمانية و صعوبة الحصول عليها و ندرتها , فالبلاد السورية كانت في ذلك العهد تسبح في بحور الثورات و القلاقل وحركات التمرد التي لم تهدأ وقد أشار الدكتور أحمد عزت عبد الكريم إلى هذه الصعوبات في مقدمة كتاب ( حوادث دمشق اليومية ) , كما أشار إليها الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه ( وقف أسعد باشا العظم ).

و بالرغم من هذه الصعوبات , نجد العديد من المؤرخين الذين بحثوا و كتبوا عن منشأ هذه الأسرة و عن رجالها.

 

لقد أكد أكثر المؤرخين الذين بحثوا في أصل هذه الأسرة سواء كانوا عرباً أو مستشرقين أنها أسرة عربية محلية , حتى أن بعضهم يرجع بأصولها إلى عهد خالد بن الوليد , ففي رسالة لأبي الهدى الصيادي , ذكر فيها أن (بني العظم ) هم في الأصل عرب ينتمون إلى قريش , ومن نسل سيف الله المسلول خالد بن الوليد , إلا أن الصيادي لم يبين مصدر معلوماته و من أين استقاها ومن ثم فلا يمكن أن نجزم بصحة هذا النسب , وإن كنا نتطلع إلى مثل هذا النسب الكريم.

وبعضهم الآخر ينسبها إلى ( بني عزيم ) العربية , حيث يذكر المؤرخ رفيق العظم صاحب كتاب ( أشهر مشاهير الإسلام ) بأن أصل العائلة من عشيرة ( بني عزيم ) , المقيمة بين مدائن صالح و المدينة المنورة.

وفي مقال نشرته جريدة ( فتى النيل ) في عددها الخامس عشر سنة 1940 عن الأسرة العظمية و عن رجالها جاء فيها أن هذه الأسرة أتت من البقاع الواقعة بين المدينة المنورة و معان شمالي الجزيرة العربية , وجاء في أطروحة السيد محروقة المنشورة عام 1954 أن العلامة عيسى اسكندر المعلوف عضو المجمع العربي بدمشق سابقاً قد لاحظ أن بعض المؤرخين يذكر هذه العائلة بإسم ( بني العظم ) أو ( العضم ) و بعضهم الآخر يذكرها بإسم ( عزيم اوغلي ) فاستنتج أن أصلهم من قبيلة ( بني عزيم ) في البلقاء , وهذا دليل على عروبتهم . ويتابع السيد محروقة قائلاً ( إنا إذا لاحظنا عدم وجود أثر لهم في ( قونيه ) سوى استيطان بعض أفراد أسرة آل العظم المجهولين من عشائر الأتراك هناك , وكذلك ( معرة النعمان ) ليست بالوطن الأصلي لهم لأنهم استوطنوها في القرن السابع عشر بينما ظهروا قبل هذا الوقت بكثير في زمن السلطان سليم حين فتح سوريا , نرى من كل هذا دليلاً واضحاً لما يذكره عيسى اسكندر معلوف ) " وحين فتح السلطان سليم سوريا برز شيخ قبيلة ( بني عزيم ) الذي اتخذه السلطان سليم محافظاً لسورية ولقبه ( أغا ) ثم أخذ معه أولاده السبعة كرهائن خشية أن يثور عليه , و منهم من أصبحوا وزراء مثل عبد الرحمن باشا و حسن باشا ( دفين النمسا ) و فارس باشا و يوسف باشا و خليل باشا و إسماعيل باشا الذي مات في مكان مجهول."

إن الحدث الأخير الذي جاء به السيد محروقة يقودني إلى الإستنتاج التالي , وربما هو التفسير المنطقي و المعقول عن وجود أسر أخرى لـــــبني العظم خارج سورية وفي عدة أقطار عربية منها اليمن و الأردن وفلسطين , لم تكن معروفة لنا سابقاً

ففي عام 1977 م تناهى إلى أسماع الأسرة بوجود أسرة لــــــبني العظم تقيم في الأردن ببلدة صما قرب أربد , فقمت بزيارة هذه الأسرة برفقة عدد من أفراد أسرتي , وقد أخبرنا رجالها وأذكر منهم كل من السادة علي خالد العظم و محمد عيسى العظم و علي أحمد الخطيب العظم , أن جدهم الأول ينتمي إلى أسرتنا السورية , حيث كان يشغل منصباً حكومياً إبان الحكم العثماني في فلسطين ثم نزحت هذه الأسرة إلى ربوع الأردن و استقرت فيه من زمن بعيد , كما علمنا بوجود أسرة ثانية لـــــبني العظم تدعّي أيضأ إنتمائها لأسرتنا السورية , إلا أن الظروف آنذاك لم تتح لنا فرصة القيام بزيارتها.

وقد علمت من السيد سميح علي خالد العظم وهو من أسرة آل العظم الأردنية الذي قام بزيارتي في دمشق مؤخراً ( صيف عام 1998 ) بأن هناك أسرة لـــــبني العظم تقيم في قرية الصفصافة قرب القدس , وفي مدينة الخليل , كما يقطن كثير منهم في مخيم البقعة قرب عمان.

إن توزع هذه الأسرة العظمية في أماكن متفرقة من الوطن العربي يقودنا إلى طرح السؤال التالي

هل الجد الأول أو الأجداد الأوائل لهذه الأسر , هم من أولاد شيخ ( بني عزيم ) الذين أخذهم معه السلطان سليم كرهائن ؟؟؟

إن صح هذا فهو دليل واضح على عروبة هذه الأسرة , و على صحة استنتاج العلامة اسكندر المعلوف , وربما هو التفسير المقبول لتوزع هذه الأسر في الأمكنة التي سبق ذكرها و الله أعلم.

وهناك الكثير من المؤرخين الذين يقولون بعروبة الأسرة , منهم السيد راغب الطباخ في كتابه

( أعلام النبلاء ) و الاستاذ محمد كردعلي في كتابه ( خطط الشام ) و الأستاذ محمد عزت دروزة في كتابه ( العرب و العروبة ) و الخوري ميخائيل بريك في كتابه ( تاريخ الشام ) و الدكتور

عبد الكريم رافق في كتابه ( المشرق العربي في العهد العثماني ) و المؤرخة ليندا شيلشر في كتابها ( دمشق في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر ).

أما القائلون بأن الأسرة هي أسرة تركية الأصل , فهم المؤرخون الأتراك فقط , حيث يدّعون بأن قبيلة بني العظم هي إحدى عشائر ( قونيه ) , و أن الجد الأول المعروف للسلالة هو ( كيمك حسين ) وقد استقر إبراهيم و هو من أحفاد حسين في الأراضي السورية بعد الحملة العسكرية على بغداد سنة 1638 م , وهو جد العائلة المنتشرة اليوم في جهات مختلفة من سوريا و قد منحه السلطان مراد خان الرابع رتبة وزير شرف لقاء خدماته , و لكن السلطة ما لبثت أن انقلبت عليه بسبب خشيتها من اتساع نفوذه فأبعده إلى بغداد , و أبقت عليه رتبة الوزارة ولقب الباشويه , وأثناء إقامته ببغداد رزقه الله بثلاثة أولاد هم : سليمان و إسماعيل و فارس .

 

هل الأسرة عربية المنشأ أم تركية الأصل ؟؟؟

 

لقد ناقش هذه الآراء المرحوم عبد القادر العظم في كتابه ( الأسرة العظمية ) الصادر عام 1960 و افاض في هذا البحث و حلل ووضع النقاط على الحروف نافياً أن نكون أتراكاً , مبرراً ذلك بعدة شواهد لا مجال لذكرها في هذه العجالة , و مؤكداً على عروبة هذه الأسرة , حيث يقول في ختام مناقشته (( وعلى كل حال فنحن عرب إذا لم تتحقق نسبتنا العربية فبسبب إقامتنا الطويلة في هذه البلاد و بفضل ما قدمناه للعروبة من ضحايا غالية لا تقد بثمن مهما غلا و ارتفع )).

وأخيرا أود أن أضيف على ما تقدم ما يلي :

1.     لقد أجمع أكثر المؤرخين من عرب و مستشرقين بأن الأسرة العطمية هي أسرة محلية عربية الأصل.

2.     نحن أبناء هذه الأسرة , نعلم علم اليقين , بأن أجدادنا كانوا عرباً يعيشون تحت ظلال هذا الوطن العزيز ينعمون بخيراته و يقدمون له كل غال و عزيز , نحن نعرف هذا , و توارثناه أباً عن جد وماكان لأحد منا أبُ تركي  , وما كلمة ( كيمك ) التي أطلقها الأتراك علينا إلا تتريك لكلمة ( عظم ) العربية , أما الأسر التركية الأصل المقيمة في سوريا و البلاد العربية , و التي استعربت منذ قرون لا يزال أفراده يصرحون بأصلهم التركي , وأن جدهم الأول جاء من تركيا من تلك البلدة أو تلك , حتى أنهم يحتفظون بكنيتهم حتى هذا الوقت   أما نحن فما زال لقبنا عربي الأصل منذ وجودنا على هذه الأرض الطيبة , وسيبقى إلى ماشاء الله.

3.     إن الوقفيات و الحجج بالممتلكات التي تعود لأجدادنا و المحفوظة لدى أفراد الأسرة و الكتابات المنقوشة على مخلفاتهم مدونّة باللغة العربية.

4.     لم أجد في أقوال المؤرخين الأتراك ما يشير إلى اسم العشيرة أو القبيلة التركية التي ينسبوننا إليها , مما يدل على أن أصول هذه الأسرة عربية تعود بجذورها إلى أحد تلك العشائر العربية التي استقر بها المقام في بلاد الأناضول بربوع ( قونيه ) , حيث أقامت فيها فترة طويلة حتى غلب الظن بأنها من عشائر الأتراك , ثم عادت إلى ربوع الوطن الأم و استقرت في بلاد الشام منذ ثلاثة قرون ونيف كما ذكر السيد محروقة في أطروحته , و الله أعلم. العودة الى اعلى الصفحة

 

 

المصدر : كتاب ( أسرة آل العظم من جدها إبراهيم باشا لغاية عام 1991 )

إعداد : معتصم المؤيد العظم

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع أسرة آل العظم - يسمح بالإقتباس شريطة ذكر المصدر